2011-03-27

يا متنوشة ما يهزّك ريح

المقال هذا ما كانش يتكتب لولا إصابة بعض المرضى بفقدان الذاكرة منذ رحيل بن علي، وبصفة خاصّة بعد ما كشفنا المريض الرّاكب على الثورة والمُصاب بانفصام الشخصيّة لسعد عثمان، واللي برشة سذج مازالوا يعتقدوا أنّو "فنّان الثورة" وإلاّ "فنّان الشّعب" ويظنّوا أنّنا فضحناه خاطرنا "تجمّعيين".

الهجومات على المتنوشة (سواءًا المدوّنة وإلاّ صفحة الفايسبوك) انطلقت منذ نشر المقال هذاكة، وهو شيّ كنت متوقّعو بما أنّو الانتهازي لسعد عثمان طلع لاحم روحو مع وجيه الرّاجحي وما يسمّى "يوسف باتريوت" وغيرهم من سقط المتاع اللي حليب أمّاتهم مازال بين سنّيهم ويحبّوا يتحوّلوا من نعاج إلى رجال و"حماة الثورة" في ليلة ونهار.. لكن .. يا بابا وقتاش نولّيو شرفاء؟

صارت "هجمة" أخرى البارح زادة بعد ما انتقدت تحريض جماعة "تكريز" على العنف (بالمناسبة، الأدمين تيتوف ما عندو حتّى علاقة بالكلام والتعاليق اللي هنا، وصحابو اللي في فايسبوك يعرفو الشيّ هذا). وعلى فكرة، رأيي في العنف ديما هوّ هوّ وعمرو ماهو باش يتبدّل: ضدّه أيّا كان مصدره خاطر في نهاية الأمر المواطن أكبر متضرّر منّو.

وباش تختم على قاعدة، جاء منبع الإشاعات صفوان المسعودي (اللي نبشّرو بأنّ الحاكم باش يشيلو قريبا جدّا جدّا بما أنّو الرّافل في فايسبوك بدا البارح) وعمل التصويرة هاذي اللي فيها خبر قديم على المخلوع نشرناه في أكتوبر اللي فات نقلا عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء، معناها كيف ما هوّ حفاظا على مصداقيّتو ومع ذكر المصدر متاعو كيف ماهي عادتنا. وبالمناسبة ، الخبر مافيه حتّى نوع متع "تبندير"، حتّى كلمة "السيّد" ما فيهش:


العلاقة بين الهجومات هاذي هي الاتهامات اللي تنسب فيها للمتنوشة، فمن ناحية أولى الميليشيات متع لسعد عثمان اتهمونا بـ"موالاة التجمّع والدّفاع عن نسمة ومهاجمة الإسلام"، ومن ناحية أخرى المتعاطفين مع "تكريز" قالوا اللي أحنا نبندرو للحكومة وقفافة وكلام آخر نتصوّركم ريتوه في الصّفحة متاعنا والا متاعهم، وهي نفس اتهامات صفوان المسعودي تقريبا.

اللي يتبّع فينا من نهار اللي عملنا المدوّنة يعرف إذا الاتهامات هاذي صحيحة وإلاّ لا، ولكن بما أنّ البعض اكتشفوا المتنوشة ها النّهارين وينجّموا يغلطوا فينا لقيت أنّو من الواجب باش نقدّملهم أرشيف شهر ديسمبر 2010 وجانفي 2011 (خاطر أغلب الاتهامات تحوم حول الشّهرين هاذوكم)، وقت اللي برشة مواقع ومدوّنات أخرين (موش الكلّ بالطّبيعة) جابدين رواحهم من أحداث سيدي بوزيد وعاملين مولى الدّار موش هوني خوفا من عمّار 404. عمّار اللي سكّرلنا صفحتنا على فايسبوك نهار 22 ديسمبر قبل ما يسكّر المدوّنة نهار 31 ديسمبر (أكيد سكّرهم خاطرنا "قفّافة بن علي").

نعاود نأكّد اللي كتابة التدوينة هاذي ماهيش بدافع "الإشهار والتلميع" وإنّما ضرورة مؤكّدة لغاية الدّفاع عن سمعة المدوّنة من الإشاعات المريضة. أحنا والحمد لله ما عندنا حتّى غاية ماديّة وإلاّ غيرها سوى تقديم بديل متواضع عن الإعلام الهابط اللي تبلينا بيه، ومساهمتنا مهما كان حجمها ما تجي حتّى شيّ قدّام خدمة المرحوم زهير اليحياوي وإلاّ سامي بن غربيّة (نواة) وغيرهم ممّن ضحّى بحياتو وإلاّ حريّتو وإلاّ راحتو الشخصيّة باش الحقيقة توصل للتوانسة.

أرشيف ديسمبر 2010

أرشيف جانفي 2011

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
read more "يا متنوشة ما يهزّك ريح"

2011-03-24

ردّ الصّحفي قيس الحرقافي على مغالطات مدير قناة نسمة


أريد أن انطلق في البداية من أنّ إجراء ندوة صحفية وعدم مباشرة حل المشاكل التي تتخبط فيها قناة نسمة بصورة جدية هو هروب بحدّ ذاته ومحاولة لتلميع صورة القناة... ولكن في جميع الحالات سوف أردّ على بعض النقاط الواردة في الندوة لتوضيح بعض المسائل للزملاء الصحفيين ولإنارة الرّأي العام بعيدا عن تزييف الحقائق

إنّ كلام مدير القناة في الندوة الصحفية مردود عليه شكلا ومضمونا لأنه لا يمكننا أن نتحدث في تراجع مداخيل الإشهار وفي عجز مالي في ظل وجود ثورة بالبلاد بمعنى أن التعاطي مع الظروف التي فرضتها الثورة يحتم تحمّل هذه المصاعب من أجل الثورة ومن أجل تونس وشعبها... لا بطرد صحفييها وطاقمها التقني وعمالها

للعلم فإن المجموعة المطرودة البالغ عددها 33 شخصا من بينهم 5 صحفيين هي نفس المجموعة التي كانت تعمل بجد وكد دون تراجع ولا كلل في الأيام التي عقبت الثورة... لأننا من يوم 15 جانفي لم نغادر مقر القناة في رادس باعتبار أن الظروف الأمنية وقانون حظر الجولان لم يكن يسمح لنا بالعودة إلى مساكننا وقد استمر الوضع على ذلك الحال إلى أن رُفع الحظر

ثم إن قضيتنا قضية مبدأ... فنحن ندافع عن فكر وعن توجه للقناة وعن خط تحريري واضح لها... ولسنا ندافع عن أرصدتنا المالية وعن مداخيلنا... فالمسألة المالية لا تعنينا البتة والبزنس لا يتوافق وروح الثورة، لأنها قدمت لنا ما هو أهم بكثير... وهو مبدأ الحرية الذي لا يمكن أن يكون محل مساومة أو مزايدة كما لا يمكن أن نزج به في الحسابات المالية الضيقة والرّخيصة

وعن الخط التحريري للقناة، أريد أن أوضح بأن القناة ليس لديها خط تحريري البتة... لأن التزامها الوحيد كان انتظار الطرف الذي ستكون له الغلبة لإعلان ولائها له... ثم عن أي خط تحريري يتحدّث مدير القناة ومن أعلمَ به ؟ والحال أنه في تلك الظروف لم يتم عقد ولا أي اجتماع تحريري بفريق الصحفيين... لأنه شخص متسلّط ولا يؤمن إلا بفكره الأحادي الذي يلغي فكر الآخر

وأكثر من ذلك، فلا بد من الإشارة إلى أن قناة نسمة لا يحقّ لها بالأساس تقديم أية مادّة إخبارية... وهذا ليس من باب الإقصاء، وإنما من باب التذكير بالناحية القانونية... قناة نسمة عند بعثها أمضت على كراس شروط تشترط عليها تقديم مادة تلفزيونية ترفيهية لا غير... ولا يحق لها تقديم مادّة إخبارية

وأضيف بأن قناة نسمة تعتمد المغالطة وتزييف الحقائق... كما تعتمد إدارتها التلاعب بعقود العمل... يكفي أن تعرفوا بأن إدارة الموارد البشرية في القناة لا تمكّن مشغليها من نُسخ عقودهم الممضاة إلا بعد نهاية مدة العقد أو قبل نهايته بفترة وجيزة... ولا أريد أن أتحدث عن وضعيتي الخاصّة ولكنني مجبور على ذكر مثال واضح، بما أنّ السيد المدير ادّعى بأنّ عقد عملي قد انتهت صلوحيته

لقد وقعت عقد عمل مع نسمة مدته ثلاثة أشهر تبدأ في جويلية 2010، وتم تجديدة في أكتوبر لمدة ثلاثة أشهر ثانية وبالتالي فإنه ينتهي في موفى شهر ديسمبر ثمّ تم التمديد بعقد ثالث مدته شهر جانفي 2011 وعقد آخر بثلاثة أشهر يبدأ في غرة فيفري 2011 وينتهي في موفى أفريل القادم... ولكن أين التلاعب ؟

التلاعب في أن العقود الثلاثة الأولى كانت مع نسمة أنترتاينمت والعقد الرابع الذي من المفترض أن يكون مازال قائم الذات تم توقيعه مع نسمة برودكاست... وهو العقد الذي لم تمكنّي إدارة القناة من نسخة منه إلى يومنا هذا

وبالعودة إلى الندوة الصحفية التي عُقدت اليوم والتي قال فيها إنني تغيبت عن أداء عملي لمدّة نصف شهر ردّا على سؤال أحد الزملاء الصحفيين، فهذا كلام مغلوط... أوّلا لأن الغياب لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام (27، 28 و29جانفي) ولي وثيقة تثبت ذلك من إدارة الموارد البشرية في القناة نفسها... ثانيا وضّحت موقفي بخصوص الغياب الذي كان مردّه الإحتجاج على تعاطي القناة مع معتصمي القصبة في تغييبهم عن الأخبار، وعلى التعتيم الذي فرضته القناة حيال مجموعة من الوقائع والأحداث التي بينتُها في مقالات سابقة على شبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوك... وثالثا هو أنني عدت للعمل بعد ذلك إلى أن تم طردي يوم 22 فيفري... ولي إثباتات موثقة سواء كانت التسجيلات السمعية البصرية لبعض الفقرات المصورة التي اشتغلت عليها طيلة الفترة بين 01فيفري والثاني والعشرين منه، أو وثائق التكليف بمهمّة التي تثبت مباشرتي للعمل في شهر فيفري... من ضمنها تغطية وقائع الندوة الصحفية لوفد البرلمان الأوروبي (03 فيفري)، واللقاء الذي جمع ممثلي الحوض المنجمي بقفصة بوزيري الصناعة والتنمية الجهوية (09 فيفري)، ثم اللقاء الذي جمعهم يوم 10 فيفري بالرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة وغيرها من الأعمال الصحفية التي تثبت مواصلة مباشرتي للعمل، بما فيها مواكبة رحلة قافلة الشكر التي تحوّلت إلى القصرين يوم 13 فيفري... وما كنت لأقبل أن أمارس أي نشاط إعلامي أو صحفي لو لم يجمعني بالقناة عقد عمل... فهل لإدارة الموارد البشرية أن تثبت أو تبرر وضعية صحفي يقوم بتغطية ندوات صحفية ويقوم بتنقلات دون عقد عمل يجمعها به ؟

الإجابة حتما لا... لأنّه من غير المعقول أن يعمل صحفي دون عقد ودون ضمانات قانونية، وإذا ظهر العقد الموقع في الفترة بين 01 فيفري و30 أفريل والذي تخفيه الإدارة إن لم تعدمه، فإن القناة تدين نفسها به... لأن قرار الطرد الذي اتخذ يوم 22 فيفري يصبح عندئذ طردا تعسّفيا وليس طردا بسبب انتهاء مدّة العقد كما ادّعى مدير القناة

واسمحوا لي هنا بأن أقدّم نموذجا آخر من الممارسات اللاإنسانية لقناة نسمة تجاه موظفيها في علاقة بموضوع الطرد، إذ تمّ طرد أحد تقنيي الصوت لما كان على خط النار في ليبيا... ولكُم أن تتصوّروا مدى قسوة وفضاعة أن يتم اتخاذ قرار الطرد أثناء ممارسة شخص لمهنته مع كل ما تحدق بها من مخاطر وهو الذي جازف بحياته من أجل القيام بواجبه وكانت مكافأة القناة له بالطرد

إنّ التعتيم والتشويه وتزييف الحقائق ومغالطة الرّأي العام التي تمارسها قناة نسمة، وخصوصا في الندوة الصحفية التي عقدتها اليوم ليس جديدا عليها بل هي ضالعة فيه بامتياز منذ فترة، ولا يمكن أن ينافسها في ذلك أحد... ونحن مدعوّون كصحفيين وإعلاميين وكأفراد من هذا الشعب الذي صنع ثورة فريدة بأن نقف في مواجهة هذه الممارسات التي تعود بنا إلى فترة ما قبل 14 جانفي، وتؤسّس لفكر نوفمبري ظلامي جديد

عاشت تونس... وعاشت نضالات الصحفيين الأحرار

read more "ردّ الصّحفي قيس الحرقافي على مغالطات مدير قناة نسمة"

2011-03-23

يا سمير الوافي .. إيجا عندي ما نسألك



برشة منكم يمكن ما في بالهمش بتفاصيل الحرب اللي كان عاملها بن علي والكلاب متاعو ضدّ المدوّنات ومواقع التواصل الإجتماعي، وعلى رأسها موقع فايسبوك اللي فيه أكثر من زوز ملاين تونسي.

الكلاب هاذم - حاشاكم - ما كانوش ينحصرو في الملحقين متع رئاسة الجّمهورية بالوكالة التونسية للانترنات (وعلى راسهم عمّار 404)، وانّما كانوا فمّة زادة أنواع أخرى من الكلاب اللي كانوا مفرّقين كلّ كلب حسب النغمة اللي ينبح عليها.

النّوع الأوّل من الكلاب هاذم كانوا مسمّيين رواحهم "المدوّنون الوطنيّون" ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر: حميدة بن جمعة، صابر بن براهيم، نوفل المصري، حازم القصوري و يامن العكّاري (اللي كان ينشط باسم ديانا ماغازين). دورهم الرئيسي كان يتمثّل في ضربان البندير لسيدهم بن علي على الانترنات من جهة، والتشكيك في وطنيّة بقيّة المدوّنين بتهم ماهيش ساهلة كيف "أعداء الوطن .. الخونة .. العملاء" من جهة أخرى.

النّوع الثاني (والأكثر خطورة) هوما الكلاب المحسوبين على الصّحافة وعلى رأسهم الدّوبرمان عبد العزيز الجّريدي متع جرايد "الحدث" و "لكلّ النّاس" والروتفايلر بوبكر الصّغيّر اللي يعتبر الانترنات "سلاح دمار شامل" وكان ديما يلوّج في مبرّرات لحجب الفايسبوك ومواقع أخرى.  

باهي .. علاش النوع الثاني أخطر من النوع الأوّل؟ 

موش قلنا اللي الفايسبوك فيه زوز ملاين تونسي؟ إيه وين كانوا التسعة ملاين لخرين؟ ماهو يا إمّا يتفرّجو في التلفزة والا يقراو في الجرايد، وبما أنّ أغلب رؤساء التحرير ومعدّي البرامج في عهد بن علي كانوا من الكلاب اللي حكينا عليهم، كان من الطبيعي أنهم يحوّلوا الجّرايد والمجلاّت والبرامج متاعهم إلى جوقة متع بندير ومناشدة، والصّحافي اللي كان يرفض ماعليه كان يمشي يشوف خدمة أخرى وإلاّ يهجّ من البلاد (وهو ما خلاّنا نخسرو الممّو متع الصّحافيين التوانسة). 

الناس اللي كانوا ما عندهمش فكرة آش معناها "انترنات" لسبب أو لآخر (كيف الوالد والا الوالدة متاعي مثلاً)، كانوا في أغلب الحالات يصدّقوا الكلام اللي يتنشر في جرايد البودورو وإلا اللي يتقال في قناة جهلبعل على "فايسبوك"، أي أنّ الفايسبوك ماهو إلاّ "جهاز استخبارات صهيوني عملوه الأمريكان باش يتجسّسو بيه على العرب ويعلّموهم الفساد وقلّة الحياء"، كيف هنا مثلاً:


وإلاّ هنا (اضغط على الصّورة للتكبير)


وقت اللي هرب بن علي، كان المفروض أنّ الكلاب متاعو ينشرو إعتذارات رسميّة في نفس الجّرايد والمجلاّت والقنوات اللي كانوا يستبلهوا بيها في العباد ويغلّطوا فيهم حول كلّ ما عندو علاقة بالانترنات والفايسبوك. بوبكر الصّغير مثلاً قعدلو طرف ضمير (أو ربّما خوف وإلاّ طمع في الرّكوب على الثّورة) سمحلو باش يعتذر من التوانسة، لكن على قناة أجنبيّة وموش في حنّبعل وهو ما يخلّيني نرفض الإعتذار متاعو شكلاً ومضمونا:


البقيّة متع الكلاب يا إمّا تبخّروا (كيف برهان بسيّس) وإلاّ ركبوا على الثورة مع بقيّة الرّاكبين ودوّروها "سياسة" بعد ما كانوا مختصّين في فاطمة بوساحة ونانسي عجرم ونجلاء (متع الحصان) و المنصف السويسي كيفاش فخور بأنّو يخون في مرتو "جسديّا" لكن موش "فكريّا".

سمير الوافي، اللي دخل للفايسبوك بفضيحة منذ 3 سنوات، واللي مئات من المشتركين في صفحتو يأكّدوا أنّو إنسان متعصّب ما يقبل حتّى رأي مخالف ويبلوكي أيّ واحد يسألو "علاش تقول اللي انت استقلت من حنّبعل وهوما طرّدوك؟" أو أيّ سؤال حول نشاطه التجمّعي السّابق، سمير الوافي هذا كان اخترع (منذ أكثر من شهر) إشاعة تقول اللي البنك المركزي باش يفلس في ظرف شهر إذا التوانسة يزيدو يتظاهروا ضدّ حكومة الغنّوشي، و هاجم في نفس "المقال" صفحات الفايسبوك هجوم واضح واتّهم مستعملي فايسبوك بالتّشجيع على "الفوضى وابتزاز الحكومة". زعمة حسب رايكم، قبل ما تتبدّل الحكومة التّبديلة الأخيرة اللي استقال فيها الغنّوشي، شكون الطّرف الوحيد اللي عندو مصلحة باش يخرّج إشـــاعة من النّوع هذاكة؟

وشكون اللي لتوّة شادد صحيح في الطّرق الرّعوانيّة متع كلاب بن علي؟ سمير الوافي:  

الكلام هذا مأخوذ من الحيط متع سمير الوافي نهار 19 مارس 2011، تفرّجوا كيفاش مازال يستعمل في نفس نظريّة المؤامرة متع عبد العزيز الجّريدي وبوبكر الصّغيّر وبقيّة كلاب بن علي باش يشكّك في الفايسبوك:

   
توّة باش نطرح شويّة أسئلة على سمير الوافي اللي لبّى ندائي وجاء:

يا سمير الوافي،

ماهو الفايسبوك جهاز مخابرات أمريكي؟

ماهو يدعم في الثورات ويبث في الفتنة؟ (بالمناسبة، آش بيك حاطط الثورات والفتنة في نفس السلّة وكأنّ الثّورة حاجة ما تصلحش؟)

ماهو يشعّل في النار؟

ماهو ينشر في الإشاعات؟ (وانت خاطيك الإشاعات يا وحيّد)

ماهو يتجسّس على النّاس؟

ماهو يعرّي فيهم ويكشفلهم في عوراتهم؟ 

ماهو يحوّل فيهم لعبيد مدمنين؟

ماهو جهاز مُريب؟

آشنوّة اللي يخلّيك تزيد دقيقة في الموقع هذا بعد ما اكتشفت فيه ها العيوب الكلّ؟

آشنوّة اللي يخلّيك تعدّي أكثر من عشرة سوايع في النهار بين بروفيلاتك وباجاتك؟

تي ها القلق والرّيسك اللي تعمل فيهم لروحك يا وخيّ!!!

ماكش خايف لا المخابرات متع الأمريكان يطيّحوك اللي انت تجمّعي؟

ماكش خايف لا مارك زوكربيرغ يكشف عليك عورتو في قالب غلطة؟

ماكش خايف لا الثقافة الأمريكية تتسرّبلك لمخّك وتنحيلك ثقافة بوس الواوا؟

تعرف آش يقولو الأمريكان؟ 

Love it or leave it

وانت بما أنّك ماكش قادر باش تحبّو ولا تخرج منّو، أي أنّك لا تحبّو لا تصبر عليه، نصيحتي ليك هي أنّك تشدّ ببّوشتك وتنقّص من الاستمناء الفكري اللي قرّاوهولك في الصّريح وجهلبعل .. كان موش فايسبوك يا سمير راك لتوّة مازلت تكتب على الكلصون اللي لوّحوه على رامي عيّاش في قرطاج.

آه حقّة كنت باش ننسى يا سمير .. مازلت تبارتاجي فيها هاك الفيديو "الثوريّة" متع سليم شيبوب اللي هرب وانت تجري وراه وتعيّط "يا سي سليم .. يا سي سليم"؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

read more "يا سمير الوافي .. إيجا عندي ما نسألك"

2011-03-22

لسعد عثمان .. إشكي بيه


لاحظنا الناس الكلّ منذ هروب المخلوع ظهور المدعو "لسعد عثمان" بصفة مكثّفة على فايسبوك، وخاصّة في الفيديوات اللي يظنّ البعض أنّو ما فمّاش منها غاية سوى "مساندة الثورة" و "الدّفاع عن تونس المسلمة"، أي بمعنى التوجّه السّياسي والإيديولوجي متع السّواد الأعظم للمواطنين التوانسة الموجودين على فايسبوك.

وقت اللي أشرت في صفحتنا على فايسبوك إلى أنّو الشّخص هذا متمعّش من الثورة وراكب عليها ومدلدل ساقيه، كانت فمّة ردود أفعال من نوع "عالقليلة هو تكلّم موش كيف الممثّلين لخرين" أو "كيفاش راكب على الثورة وهو شارك في اعتصامات القصبة" الى غير ذلك من التعاليق.

أوّلا وقبل كلّ شيّ، نحبّ نوضّح حاجة للمدعو لسعد عثمان والناس اللي "معجبين" بيه، الحاجة هاذي هي أنّ المدوّنة متاعنا كانت دائما ولا تزال ضدّ اللائكيّة وضدّ نسمة وضدّ التجمّع، وأهوكة الأرشيف على اليسار يرجع لشهر أوت 2010، معناها بالعربي مضمض يا لسعد عثمان إذا ناوي باش تلفقلنا وحدة من التهم هاذوكم.

نرجعو لموضوعنا توّة،

قلنا أنّو أغلب المدافعين عن لسعد عثمان يقولو اللي هوّ " الممثل الوحيد" اللي ساند الثورة. لكن منين جاتهم الفكرة هاذي في حين أنّ عدد كبير من الممثلين كلاو الضّرب حتّى شبعو من عند الحاكم قدّام المسرح البلدي نهارين قبل ما يتنحّى بن علي؟ ومنهم جليلة بكّار والفاضل الجّعايبي وسوسن معالج؟ وإلا رجاء بن عمّار اللي الحاكم كركرها من شعرها في شارع بورقيبة خاطرها اعتصمت قدّام المسرح؟ والا لطفي العبدلّي اللي سبّ بن علي قبل ما يتنحّى وكان ما تنحّاش راهو نحّالو راسو؟


معناها التفسير الوحيد لإقتناع الكثيرين (المغلوط) بأنّ لسعد عثمان هوّ "فنان الشعب" و "فنان الثورة الوحيد" هو أنّو فمّة شخص قاعد يروّج في الفكرة هاذي.

الاستراتيجيّة اللي قاعد يعمل فيها الشخص هذا فيها زوز جوانب: جانب مُعلن (اللي تراو فيه في فيديواتو وبروفيلو)، وجانب خفيّ (اللي باش تكتشفوه توّة).

الجّانب المُعلن يتمثل في أنّو يقعد يستنّى حاجة تثير استهجان عدد كبير برشة من التوانسة ومن بعّد يعمل فيديو يوهمهم بيه أنّو "برّدلهم على قلوبهم" من الحاجة هاذيكة. مثال: الفيديو اللي تعملت على وليد الزرّاع وإلا جمال العرفاوي وإلاّ الحكومة متع الغنّوشي وإلاّ مساندي اللائكيّة، وهي كيف ما يعرفو برشة منكم، فيديوات تعملت بعد ما هاج الفايسبوك وماج على الناس هاذوكم، بل حتّى بطلب مُسبق "أصدقاء" لسعد عثمان على فايسبوك، وعمرها ما كانت بادرة فرديّة منّو كيف ما يتخيّل البعض. بالعربي، يسمّعهم اللي يحبّو يسمعوه، ويمكن ياسر غدوة باش يسبّ سفيان بن حميدة بعد ما فهم اللي دولارو باش يزيد يطلع إذا يعمل عليه فيديو.

الجّانب الخفيّ، والقذر، واللي ما يمتّ بحتّى صلة للفنّ ولا الرجوليّة، هو أنّو لسعد عثمان عمل بروفيل مضروب. علاش عملو؟ 1) باش ينشر بيه فيديوات العراء 2) باش يسبّ بيه الناس اللي يجيو ضدّو بكلام أقلّ ما يُقال عنّو أنوّ كلام سوقي و 3) والأخطر من كلّ ذلك، باش يشوّه صورة زملاؤو الممثّلين لخرين بأشدّ الطرق دناءة وانحطاط.

البروفيل هذا يمكن ماكان حدّ يفيق بيه لولا اللي صار البارح في الليل، واللي وصللي في صفحتنا على فايسبوك عن طريق أحد الأعضاء مشكور. إذ تدلّ كلّ المعطيات (بما فيها آثار "العركة" في حيط لسعد عثمان) على أنّ طفلة تعاركت مع لسعد في حيطو واتهمتو بأنّو يسبّ فيها ببروفيل مضروب بعد ما كتبتلو كلام ما عجبوش في بروفيلو الأصلاني. للأسف ما خلطتش على العركة باش "نصوّر" بما أنّو لسعد بلوكا الطّفلة بعد ما سبّها هو و"صحابو"، لكني تمكّنت من الحصول على رابط البروفيل محلّ الجّدل عن طريق نفس العضو متع صفحتنا اللي نجدّدلو الشكر متاعي. 

من أوّل نظرة على حيط "اشكي بيه" (اسم البروفيل المضروب) تفهم اللي مولاه ما ينجّم يكون كان لسعد عثمان: تمجيد للسعد "فنان الشعب"، سبّان كلّ ممثل مسرحي خلاف لسعد عثمان، وأسلوب الكتيبة .. كلّها أدلّة واضحة على أنّ نفس الشخص هو اللي يستعمل في الزوز بروفيلات هاذم: (إذا تحب تكبّر أي تصويرة انزل عليها).

سبّان سوسن معالج واتهام جليلة بكّار والفاضل الجّعايبي بالالتفاف على الثورة (في حين أنّو لسعد عثمان أكثر واحد تلهوث عليها إلى حدّ الآن)



سبّان وليد النهدي وبوه لمين:


حتّى الهادي ولد باب الله اللي شدّ الحبس خاطرو قلّد بن علي ما منعش منّو:



وعلى حيط شمس آف آم زادة:


فيديوات العراء والكلام الزايد اللي ما ينجّمش ينشرهم باسمو الحقّاني:


سبّان العباد اللي ينقدوه في بروفيلو الأصلاني في حالة ما إذا "اصحابو" ما اقتنعوش اللي هو تجمّعي والا شلائكي والا يدافع على نسمة. التّصاور هاذم من حيط لسعد عثمان:

هنا مثلا حكاية الديار و"أوكار الزنا" معروف بيها هوّ ديما يسبّ بيها العباد، وسبق أن قالها على مفيدة التلاتلي في فيديو:


وهنا واحد لامو كيفاش حطّ تصويرة سوسن معالج، لاحظو اللي هوّ وجّه تعليقو للسعد عثمان، اللي مالقى ما يجاوبو قدّام العباد باسمو الحقّاني ياخي جبدلو البروفيل المضروب باش يسمّعو ما يكره:


وتوّة نحبّكم تركّزو مليح، في التصويرة هاذي لسعد يجاوب في طفلة ماعجبوش كلامها على الفيديو متاعو، في الأوّل بالبروفيل المضروب باش يسمّعها الكلام الزايد، ثمّ باسمو الحقّاني باش يلعب دور الضحيّة .. لاحظوا تطابق أسلوب وطريقة الرّقن:



وهذا مثال آخر: 


والأهمّ من هذا الكلّ، هو التّرويج لفكرة أنّ لسعد عثمان هو "فنّان الثورة بلا منازع" و "من طينة الفنّانين الكبار" و "الوحيد اللي يبات في القصبة مع المعتصمين"، معناها نفس الصّورة اللي استغربنا كيفاش وصلو يصدّقوها عباد كيف ماهو مكتوب الفوق بالكلّ. وإذا عُرف السبب بطل العجب:


والشيّ اللي يبكّي ويضحّك في نفس الوقت هو درجة الانفصام اللي وصللها لسعد عثمان، واللي وصّلتو باش يكتب خور كيف هذا يبرّر بيه توقّف الفيديوات متاعو وقت اللي ما يلقى حدّ يسبّو في فايسبوك:


وقت اللي تربط الخيوط الكلّ، تفهم اللي لسعد عثمان موش راكب على الثورة كهو وإنّما يحبّ يحتكرها فنّيّا زادة، فمن ناحية يضخّم في تصويرتو على فايسبوك (بالسبّان الفارغ اللي ما عندو حتّى علاقة بالكوميديا ولا بالفنّ)، ومن ناحية أخرى يشوّه في صورة الزملاء متاعو في المسرح وخاصّة اللي شاركو في الإحتجاجات والإعتصامات.

وهذا الكلّ علاش؟ هاو علاش:



والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  

read more "لسعد عثمان .. إشكي بيه"

2011-03-21

الثورة التونسيّة بين حُلم التونسيّين و الصناعة الأمريكية



المتنوشة - تونس 

بدأت الحكاية عندما كانت الولايات المتحدة ترسل دعوات لحضور دورات تكوينية بالدار البيضاء تستهدف مُدوّني المغرب العربي، و كانت هذه الدورات تتمّ بصفة شبه منظمة (مرة كل سنة تقريبا).

ومن ثمّ تلاها حديث بعد عهد بوش الإبن عن ضرورة ترفيع سقف الحرّيات في العالم العربي و خاصة مغربه، و ازداد الاهتمام الامريكي بالشأن التونسي خاصة بعد اعتقال الصحفي "الفاهم بوكدوس" حيث أصدرت الخارجية الامريكية وقتها بيانا يُعتبر شديد اللهجة مقارنة بمواقف سابقة تجاه نظام بن علي.
 
ثمّ ظهر ما يُسمّى "تسريبات و يكيليكس" و التي يؤمن الكثيرون بعفويّتها و التي لم تنس ان تمسّ تونس بصفة خاصة، بل و تعمّدت وصف أدقّ التجاوزات للنظام التونسي السابق.

أمّا على المستوى السياسي فقد أعلنت الولايات المتّحدة عن دعمها لهيئة 18 اكتوبر و دفعها لصياغة بديل يعوض النظام القائم آنذاك، بل حتى تحركات بعض نشطاء المنظمات الحقوقيّة  و التردّد على السفارة الامريكية و الذي تجلّى في زيارات متكرّرة للسّفارة و غيرها حتى من  سياسيّين بارزين يُحسبون على "معارضي بن علي". 

كانت امريكا تبحث في هؤلاء عن مشروع يخدم مصالحها الاقليمية و الاقتصادية بعد ان بدات تدرك ان النظام التونسي بدأ يفقد السيطرة و يخرج حتى من تحت سقفها بعد ان تحوّل من نظام حُكم الى عصابة مافيا تتعامل بنديّة مع امريكا.
 
كان المشروع الامريكي يُطبخ على نار هادئة في انتظار اكتمال اركانه، لكن ما حصل في تونس قطع على هذا المشروع الطّريق باكرًا، فانتفاضة الشارع كانت مباغتة لكلّ المراقبين بمن فيهم امريكا التي وجدت نفسها امام وضع يفقدها السيطرة على مجريات الاحداث و يفتك الزمام من يدها.
 
اختارت امريكا الصمت و الانتظار و كان صمتها دعما مُبطّنا لنظام بن علي، فالبديل لم يتشكل بعد و لم يكن مضمونا، الى أن بدأ يتشكل مع هتافات الحرية و الشعارات الوطنية التي كانت تـُرفع و المطالب الاجتماعية و السياسية و التي لم تأخذ أيّ طابع دينيّ.
 
ادركت امريكا إذًا ان البديل لن يكون إسلاميّا، وأدركت كذلك أنّ قيادات الحركات الاسلامية عاجزة عن احتواء الشارع التونسي بل راقبت صمتهم و خوفهم من المراهنة على الشارع و انتظار النتيجة كما هو الحال مع حزبي المعارضة "التجديد" و "الديمقراطي التقدّمي"  خاصّة.

إدراكها هذا لم يكن كافيا للتدخل، فوجود بن علي رغم الوعي الامريكي بنهايته كان صمّام امان، الى أن كان خطاب ليلة 13جانفي، حينها ادركت امريكا مع تصاعد الاحتجاجات أنّ التشبّث ببن علي مُراهَنة على حصان خاسر و أنّ التغير في تونس كان قادما والمسألة لم تكن إلا مسألة وقت.
 
حينها تدخلت امريكا واسقطت بن علي على يد الجيش فقد كان التدخل ضروريا حتى لا تفلت الامور من يدها، و من ثمّ قامت بتنصيب الغنوشي وابعاد الجيش عن الساحة فقد ارادت امريكا من تونس ان تكون واجهة ديمقراطية في المنطقة .. نموذجا مفصّلا حسب ذوقها لا حسب ذوق الشارع.
 
زيارة كلينتون الأخيرة ليست بزيارة عبثية فالادارة الامريكية تعمل ضمن جدول محدّد لا مكان لصدفة فيه. كلنتون جاءت اليوم تحمل خارطة لطريق تحمل مشروعا لديمقراطية امريكي الصنع فصل خصيصا بأيد سياسية امريكية على مقاس تونسي يلتمس طريقه في صعوبة نحو الحرية.

read more "الثورة التونسيّة بين حُلم التونسيّين و الصناعة الأمريكية"

2011-03-18

حاكمة قرطاج - الحلقة 2: هكذا سطت عائلة الطرابلسي على أموال تونس

تعاظمت قوّة ليلى الطرابلسي خلال السنوات الأخيرة من حكم بن علي، بحيث إن سلطاتها فاقت تلك التي امتلكها رئيس الوزراء. هذا ما يشير إليه الكمّ الكبير من الرسائل والنصوص «السريّة» لتونسيين من العالمين بخفايا الأمور.

لقد حرصت ليلى على لعب دور سياسي حقيقي، ولو تراجعت عن ذلك «ظاهرياً» أحيانا. وجميع أولئك الذين عارضوها، ولو قليلا، جرى استبعادهم أو إزاحتهم تماما من المشهد السياسي التونسي.

لكن زيادة ثروتها وثروة عائلتها شكّلت أولويتها المطلقة. واستخدمت لذلك عددا من الأشخاص المعروفين، مثل عبد العزيز بن ضياء وعبدالوهاب عبدالله وهادي جيلاني، وغيرهم من ضباط أمن ومؤسسات أمنية، في مقدمتها وزارة الداخلية.

تبقى الشخصية الأكثر نفوذاً في عائلة الطرابلسي هي شقيق ليلى الأكبر بلحسن الذي انتقل من شخص مغمور إلى مصاف «نائب ملك تونس». 

«تمتلك ليلى طرابلسي سلطات حقيقية تفوق سلطات رئيس الوزراء. وتستطيع تشكيل الحكومة وإسقاطها وتعيين الوزراء وإقالتهم، وكذلك السفراء ورؤساء الشركات عندما يروق لها. وكذلك تستطيع زيادة ثراء أو إفقار، وسجن أو إطلاق سراح من تريد إذا قررت ذلك»، هذا ما ينقله مؤلفا هذا الكتاب عن رسالة من ثلاث صفحات حررتها مجموعة من التونسيين «من دون التوقيع بأسمائهم الصريحة» في ربيع عام ‬2009.

مثل تلك الرسائل «المجهولة» من قبل مقرّبين من النظام التونسي تكررت كثيرا على شبكات الانترنت. ويشير المؤلفان في هذا السياق إلى نصّ جرى تداوله سرّاً في تونس بربيع عام ‬2009 كتبته مجموعة من الاقتصاديين التونسيين رفيعي المستوى تحدّثوا فيه عن: «حدود وكلفة وهشاشة المستويات التي وصل إليها الاقتصاد التونسي»، وشجبوا فيه الفساد البنيوي للنظام التونسي.

وكان أولئك الاقتصاديون قد ترقبوا أسوأ التوقعات تشاؤما بقولهم: «إن الدولة، التي تتم مصادرتها واستخدامها من قبل مجموعات المافيا الجديدة في السلطة في ظل ليبرالية اقتصادية، مع غياب أيّة ديمقراطية في الحياة السياسية، وأيّة إمكانية للاحتجاج، ستواجه مشكلات خطيرة في ما يتعلّق بالشرعية».

الحركة في الظل

ويشرح المؤلفان كيف أن بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي خلقا سلطة تنفيذية موازية وخفيّة عبر اللجوء إلى القمع البوليسي والاعتماد على منطق الزبائن والدسائس السياسية. ولم تتردد ليلى في استخدام مختلف وسائل الإعلام التابعة للنظام من أجل «تدبيج» مقالات المديح لنشاطاتها بقصد إيجاد مكانة على المسرح الدولي أو العربي، بعد «نجاحها» على الصعيد الوطني التونسي.

لقد بدا واضحا للكثيرين أن ليلى الطرابلسي تريد أن تدير أمور البلاد في الظل. وينقل المؤلفان عن الصحافية التونسية سهام بن سدرين تأكيدها أن زوجة الرئيس حاولت خلال عامي ‬2004 و‬2005 احتلال مواقع تسمح لها بلعب دور سياسي قيادي. كتبت الصحافية على موقعها الإلكتروني: «لقد لاحظنا جميعا أن تلك التي يدعوها التونسيون بالرئيسة تحرص على إلقاء خطابات سياسية». وفي شهر اكتوبر من عام ‬2004 قامت ليلى بقراءة الخطاب الختامي لمرشح حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، أي زوجها الذي اكتفى بالتصفيق المتكرر لها.

إن جميع أولئك الذين أرادوا الوقوف في وجه صعود زوجة الرئيس خسروا مناصبهم بطريقة أو بأخرى. ولم تفعل أمام الاحتجاجات التي عرفتها الأجهزة الأمنية وداخل التجمّع الدستوري وأوساط المعارضة الشرعية للرئيس سوى أن تراجعت ظاهرياً، لتتابع لعب دور سياسي حقيقي، خاصّة بعد إنجابها لطفل ذكر عام ‬2005 حمل اسم محمد زين العابدين بن علي.

وللتدليل على قدرة ليلى الطرابلسي على إلحاق الأذى بمن يعارضها، يسرد المؤلفان حكاية مفادها أن محمد جيغام، رجل الثقة لدى الرئيس، الذي كان قد تولّى حقائب وزارية عديدة شملت وزارتي الدفاع والخارجية، وكان المستشار الخاص للرئيس، لم يكن بمنجاة من غضبها. إذ اعتقد في عام ‬2007 بأنه من المفيد لفت نظر الرئيس إلى أن عائلة الطرابلسي ذهبت بعيدا في الفساد والابتزاز. وكانت النتيجة أنه وجد نفسه «منفياً» كسفير في روما، قبل صدور قرار بنقله إلى بكين. رفض ذلك وفضّل الذهاب إلى التقاعد والتفرّغ للأعمال التجارية.

وبعد ‬17 عاما من الزواج، بدا أن ليلى غدت بعيدة عن الفترة التي كانت تلتقي فيها مع أفراد أسرتها في الصالون الأزرق بقصر قرطاج للتشاور حول الملكية التي ينبغي وضع اليد عليها. لقد أصبحت هي التي تقرر وحدها ذلك، حيث طلبت من مختلف الإدارات إبلاغها عن أي مشروع تبلغ قيمته أكثر من مليون دينار تونسي. وينقل المؤلفان عن صحافي تونسي قوله : «إذا أثارت عملية ما اهتمامها كانت هي التي تحدد من سيستفيد منها بين أفراد أسرتها. وبذلك أخذت دور العرّاب في نظام المافيا الذي قام في تونس».

رجال في الخدمة

من بين الذين نالوا ثقة بن علي، عبدالعزيز بن ضياء وزير الدولة والمستشار الخاص للرئاسة والناطق الرسمي باسمها. هذا الرجل الذي بدأ حياته السياسية في عهد بورقيبة، قدّم خدمات لا تحصى للرئيس «السابق» بن علي. وهو الذي أشرف على إعادة النظر في الدستور عام ‬2002 للتشريع لقيام الدكتاتورية. وليس فقط عبر منح الرئيس سلطات مفرطة، ولكن أيضا بإمكانه بقائه رئيساً مدى الحياة.

وبن ضياء هو الذي قام بعد عامين بتنسيق الحملة الانتخابية لبن علي، وهو الذي كان وراء الاقتراع على القانون الصادر بتاريخ ‬25 سبتمبر ‬2005 الذي منح امتيازات هائلة لـ «رؤساء الجمهورية بعد نهاية القيام بمهام منصبهم» ولعائلتهم بحالة الوفاة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الاقتراع على ذلك القانون تمّ في فترة كانت تسري فيها الشائعات المنذرة بالخطر حول صحّة الرئيس، وبالتالي كان المقصود منه حماية ليلى وأبنائها في حال رحيل الرئيس.

وكان بن ضياء هو الذي أشرف على مساعدة ليلى الطرابلسي في دراستها «بالمراسلة» لنيل شهادة عليا بالقانون الدولي من جامعة تولوز الفرنسية عام ‬2006. وهو أيضا الذي كان منتدبا لصقل صخر المطيري، صهر الأسرة الرئاسية المفضّل، سياسيا في منظور إمكانية أن يخلف الرئيس ذات يوم.

وكان الرئيس التونسي «السابق» بن علي قد شكر عبدالعزيز بن ضياء ببقائه خمس سنوات وزيراً للدفاع ثمّ أميناً عاماً للتجمع الدستوري الديمقراطي سنوات عديدة، حيث قام بما شاء من تعيينات على هواه. لكن بن ضياء تراجع عن مقدمة المسرح السياسي لظروف صحيّة.

إن تراجع بن ضياء خدم مصلحة «غريمه التاريخي» عبدالوهاب عبدالله، وزير الخارجية المقرّب من ليلى الطرابلسي، والذي اصبح عام ‬2009 الرجل القوي في قرطاج. وبعد أن كان يتطلّع لمنصب رئيس الوزراء، أصبح يرى نفسه خلفاً لبن علي رغم «الفجوات» التي عرفها مساره السياسي.

تولّى عبدالوهاب عبدالله وزارة الإعلام عام ‬1987، قبل أن يتم «نفيه» لأسباب غامضة كسفير في لندن. تتم الإشارة هنا إلى رواية جرى تداولها في تونس ومفادها أن بن علي أبعده إلى لندن فترة من الزمن بقصد حمايته من المخلصين لبورقيبة. ذلك أن عبدالله الذي كان مقرّباً جداً من «المجاهد الأكبر»، وهو الذي أبلغ بن علي عام ‬1987، عندما كان رئيسا للوزراء، أن بورقيبة سوف يعزله من منصبه قريبا بعد مشادّة قامت بينهما عندما اكتشف بورقيبة أن بن علي لا يحمل الشهادة الثانوية، فوجّه له الشتيمة قائلا : «أنت جنرال جمار».

بالإضافة للرجلين السابقين اعتمد الثنائي الرئاسي زين الدين بن علي وليلى الطرابلسي على عدد من المستشارين غير المعروفين كثيرا للجمهور العريض. ومن بين هؤلاء ضباط أمن وأطباء وغيرهم. ما يؤكّده المؤلفان هو أنه ما كان للرئيس التونسي السابق وزوجته أن يبقيا كل تلك السنوات في السلطة من دون توافّر جهاز أمني، يقمع أي تحرّك للمجتمع المدني ويواجه المؤامرات التي حيكت خاصّة داخل النظام. وليس صدفة أن وزارة الداخلية كانت باستمرار ذات أهميّة استثنائية بالنسبة لقصر قرطاج.

السيد الأخ

كان بلحسن طرابلسي نكرة لا يعرفه أحد قبل زواج أخته ليلى من زين العابدين بن علي عام ‬1992. وبعد نيله الشهادة الثانوية ذهب للدراسة في الجزائر، حيث التحق بالمدرسة الوطنية لهندسة البناء في الجزائر العاصمة. في عام ‬1986 أسس مشروعا ظلّ متواضعا في مجال البناء وتجارة مواده. لكن كلّ شيء تبدّل تماما بعد سنوات.

بعد ‬17 عاما من زواج أخته من الرئيس، أصبح اسم بلحسن طرابلسي مرادفا لـ «النجاة من العقاب»، واشتهر لدى كثيرين بلقب «السيد الأخ». وكان دائماً على درجة عالية من التفاهم مع أخته ليلى، بحيث أصبح بمثابة «الكابتن» في عائلة الطرابلسي، وخاصّة «ذراعها» المالية. الهدف الأوّل الذي حددته عائلة الطرابلسي تمثّل في إزاحة العائلات الأخرى التي كانت تسيطر على الصفقات في قرطاج في مطلع عقد التسعينات الماضي، مثل عائلتي مبروك وشيبوب.

في ظل تنامي قوّة ليلى وبلحسن، أصبح شعار نظام بن علي تدريجيا هو أن «السلطة السياسية تأخذ شرعيتها من قاعدتها الاقتصادية». وبدا بوضوح أن عائلة الطرابلسي مستعدة للقيام بعملية سطو للسيطرة على مقدرات البلاد. كانت الخطوة الأولى هي الاستيلاء على الأراضي المصنّفة كتراث تاريخي تونسي أو كأراض زراعية. وبعد أن تمّ إعلانها بفضل تدخّل عائلة الطرابسي أنها أراض قابلة للبناء، جرى بيعها من جديد بأسعار خيالية. وهكذا تحوّلت مناطق عديدة في البلاد إلى مجمّعات سكنية أو تجارية. وذلك عبر آليات ملتوية أشرف عليها خاصّة بلحسن طرابلسي عبر شركاء خدموا ـ «واجهات».

المؤلفان يضربان العديد من الأمثلة على السطو العقاري، الذي كان بلحسن هو عرّابه الأساسي. من بين هذه الأمثلة الحصول على توقيع بن علي للاستيلاء على إحدى جواهر التراث التونسي، أي القصر الرئاسي في مدينة موناستير. ففي بداية سنوات التسعينات، حاول الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، أثناء قمّة لبلدان المغرب في تونس، شراء القصر لوضعه تحت تصرّف الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، الذي كانت قد تمّت تنحيته عن السلطة، ذلك كي يمضي بقية أيام حياته بهدوء وكرامة. العملية لم تتم، بل قام بن علي بنزع الصفة التراثية عن حديقة القصر التي جرى تقسيمها إلى قطع تتراوح مساحتها بين ‬500 إلى ‬600 متر مربّع أُقيمت عليها «فيللات» فاخرة.

تخصص عجيب

وإذا كان بلحسن وشقيقته ليلى قد تخصصا في الاستيلاء على الأراضي التابعة للدولة خلال سنوات التسعينات والنصف الأول من سنوات الـ ‬2000، فإن «السيّد الأخ» وضع يده على عدد من الشركات الصغيرة التابعة لآخرين من خلال اللجوء إلى آليات تنتمي بالأحرى إلى عالم المافيا.

ويقدّم المؤلفان بالاعتماد على مصادر تونسية مطّلعة أمثلة كثيرة تشهد على ذلك. هكذا مثلا كان من سوء حظ أحد مؤسسي جامعة خاصة أنه سافر على متن طائرة للخطوط الجوية التونسية كان على متنها أيضا بلحسن الطرابلسي. وقد خطرت للرجل فكرة طلب مساعدة بلحسن للحصول على قطعة أرض لبناء الجامعة. لقد استدعته بعد أيام قليلة هيئة عقارية للسكن وأبلغته أنه تمّ منحه قطعة أرض مساحتها أربعة هكتارات، لكن باسم بلحسن الطرابلسي. سلسلة الأمثلة على مثل هذه الممارسات وعقوبة من يعترض عليها، ولو كان يحمل صفة وزير، مثل وزير النقل الأسبق صادق رباح، طويلة جدا.

ويشير المؤلفان إلى أن شائعة قوية سرت قبل الانتخابات الرئاسية التونسية لعام ‬2004 مفادها أن ليلى رسمت خطّة تجعل من بن علي أسير عاج فضّياً بحيث تحكم مكانه في ظل قصر قرطاج. وقد اعتمدت في خطتها على شخص رأت فيه الرجل الذي يمتلك جميع المؤهلات لاحتلال مكان بن علي على رأس الدولة عندما تأتي الفرصة المناسبة. هذا الرجل هو هادي جيلاني رئيس أرباب العمل التونسيين. وإذا كانت قد فكّرت بتعيينه رئيسا للوزراء منذ عام ‬2004 بحيث يكون في موقع أقوى للقيام بالمهمّة الرئاسية في حالة وفاة أو عجز بن علي عن الحكم، فإن شائعة قويّة ترددت مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام ‬2009 أن ليلى الطرابلسي تطمح بتولّي جيلاني رئاسة مجلس النوّاب «البرلمان» بحيث يقوم، حسب الدستور، بتسيير أمور الدولة مدّة أقصاها ‬60 يوما في حالة شغور المنصب الرئاسي نهائيا.

على الصعيد المالي أعطى التحالف بين بلحسن الطرابلسي وهادي جيلاني الثمار المرجوّة منه سريعا. وإذا كان الرجلان قد قاما بعمليات مشتركة جلبت لهما ملايين الدنانير، فإن بلحسن الطرابلسي قام بعدة عمليات لحسابه الخاص، ليس أقلّها بروزا تأسيسه لشركة «قرطاج للطيران» عام ‬2001 التي أقلعت أولى طائراتها في شهر أغسطس ـ آب من عام ‬2002. وفي عام ‬2008 توحّدت شركة «قرطاج للطيران» مع منافستها «نوفيل للطيران» بحيث تولّى بلحسن الطرابلسي منصب الرئيس والمدير العام للشركة الموحّدة.

وفي عام ‬2009 غداً بلحسن الطرابلسي، الرجل القوي في العائلة، مالكاً لمئات الملايين. . وعمره ‬46 عاماً.
read more "حاكمة قرطاج - الحلقة 2: هكذا سطت عائلة الطرابلسي على أموال تونس"

2011-03-17

منظّمة حقوقية بريطانيّة ترشّح موقع "تونيليكس" التونسي لنيل جائزتها

المتنوشة - تونس

أعلن دافيد راوان، عضو لجنة التحكيم في منظّمة Index on censorship البريطانيّة المناهضة لحجب المعلومات، عن المرّشحين لنيل جائزة الوسائط الحديثة لمقاومة الحجب. وتُسند هذه الجائزة إلى نشطاء الانترنات الذين تحدّوا الأنظمة الجائرة في بلدانهم وسعوا إلى تكريس حريّة التعبير.

وإلى جانب برمجيّة "تور" التي ساهمت في كسر الرقابة على الانترنات خلال الثورة المصريّة، و المدوّن الصّيني "ون يونشاو" لتنظيمه حملة "الكراسي الفارغة" على موقع تويتر، تمّ اختيار موقع "تونيليكس" المتفرّع عن موقع "نواة" التونسي لنيل هذه الجائزة.

وكان موقعا "تونيليكس" و"نواة" قد نشرا برقيّات تثبت ديكتاتوريّة الرئيس التونسي المخلوع بن علي وتورّط عائلته و أقربائه في الفساد، وهو ما ساهم في زيادة تأجيج الثّورة على نظامه في مختلف الشبكات الإجتماعيّة.

ورغم حجب الموقعين من قِبل الوكالة التونسيّة للانترنات، واصلت البرقيّات انتشارها بين  مستعملي الشبكة ووصل صداها إلى الشّارع التونسي الذي كان أحيانا يتردّد في تصديق ما يُقال حول الفساد المُطبق للنظام السابق و رئيسه ويطلب أدلّة تثبته.

ويُشرف على الموقعين نشطاء تونسيّون مستقلّون تماما ولا يتلقّون دعما ماديّا من أيّ جهة سياسيّة.

كما يُنتظر أن تقدّم المنظّمة جائزة شرفيّة للناشط المصري وائل غنيم الذي سُجن أحد عشر يوما بعد أن اكتشف البوليس السياسي المصري أنّه صاحب صفحة "كلّنا خالد سعيد" التي كان لها دور حاسم في إطلاق الاحتجاجات التي أطاحت بنظام حسني مبارك.

read more "منظّمة حقوقية بريطانيّة ترشّح موقع "تونيليكس" التونسي لنيل جائزتها"

2011-03-16

تاريخ الأزلام .. من الجاهليّة .. إلى اللجنة المركزيّة


عندي مدّة وأنا نسمع في الكلمة هاذي ونشوف فيها في كلّ بلاصة في تونس: أزلام التجمّع .. أزلام النظام البائد .. في القناة اللوطانيّة، في جهلبعل، في نقمة تي في .. قناة المغرب "الكبير" (أمّا ردّ بالك تقول "عَرَبي")، في جريدة الضّريح، في صفحات الفايسبوك، وين نمشي نلقى كلمة أزلام .. يمكن نكون كتبتها حتّى هنا وأنا ناسي.

كنت متأكّد اللي الكلمة هاذي عندها دلالات خايبة برشة بما أنّها ارتبطت بالتركة السياسيّة متع باعث التجمّع وبالمناظر المقلّبة اللي تمعّشوا من الدّولة التونسيّة مدّة ربع قرن تقريبا. كلمة "أزلام" ظاهرة من وقعها على السّمع أنّها ما تنجّمش تكون تعني "مساندين" أو "أنصار" أو حتى "أبناك لوح" .. وهي كلمة ارتبطت بالشرّ منذ الجّاهليّة .. إيه نعم .. الجاهليّة الأوريجينال متع أبو جهل وأبو لهب وهند اللي تمضّي في السّيوفة وتحطّلهم في السمّ.

الأزلام، أخي المواطن، أختي المواطنة، حاشاكم وحاشى قدركم، هي مجموعة من السّهام اللي كانوا جماعة الجّاهليّة يحطّوهم في شكارة بعد ما يكتبوا على شطرهم "افعل" والشطر لاخر "لا تفعل".. وقت اللي يبدا واحد منهم مثلاً ماشي للشام في تجارة ويبدا موسوس والا خايف من قطّاع الطّريق، كان يحطّ يدّو في الشّكارة متع الأزلام ويخرّج سهم من السهام هاذوكم ويقراه .. إذا لقى فيه "افعل"، يمشي .. واذا لقى "لا تفعل" يرجع يشدّ خيمتو.

وقت اللي نستحضر صورة المخلوع في مجلس المستشارين والا مجلس النوّاب نفهم اللي بالرّسمي كلام ناس بكري منقوش على الحجر .. بن علي، البوليس، اللي عمرو ما تعلّم حاجة من السياسة الدّاخلية ولا الخارجيّة، إنسان ما يقلّش بطش وبهامة وجاهليّة واجرام على الناس اللي عذبوا آل ياسر والا بلال الحبشي، انسان كيف هذا ماكانش ينجّم ياخو أيّ قرار من غير ما يدخّل يدّو في شكارة المستشارين .. نقصد من غير ما يستشير مجلس الأزلام .. إذا قالولو "أعمل" .. "يعمل" .. واذا قالولو ما تعملش .. المادام تقللو "أعمل لا نخرّجلك عينيك". 

الحاجة اللي كان بن علي ناسيها كلّ ما يدخّل يدّو في الشكارة هي أنّ الأزلام، بالاضافة لكونها جماد لا ينفع ولا يضرّ ولا ينجّم ينصح بشر، ماهي الاّ سهام باش يجيه نهار وتتغرس في يدّو وتدمدمو .. طبعا بعد ما "تغلّطو" وتدخّلو في حيط وتقوللو "أعمل سيّدي الرئيس" ثمّ يكتشف أنّ البصل فاوح بالمقارنة مع العملة اللي دبّرو عليه بيها.

قال الله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة:3].

read more "تاريخ الأزلام .. من الجاهليّة .. إلى اللجنة المركزيّة"

2011-03-15

حاكمة قرطاج - الحلقة 1: ليلى التي قدّمت نفسها أيقونة للحداثة التونسيّة


رأى الغرب لفترة طويلة في النظام التونسي السابق نموذجا يجدر ببلدان العالم الصاعدة الاقتداء به. لكن كان الجميع يدرك أيضا أن نظامه يسوده الفساد والتسلّط، وأن ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، وأفراد أسرتها كانوا يمثّلون بممارساتهم وسلوكياتهم أبرز رموز ذلك الفساد وذلك التسلّط.

ومنذ عام ‬1992 ردّد بن علي أنّ دور المرأة يشكّل عاملا حاسما في حياة المجتمع وتقدّم البلاد. ذلك الدور أرادت زوجته ليلى الطرابلسي تجسيده من خلال نشاطات وهيئات اجتماعية عديدة والظهور باستمرار إلى جانب الرئيس. لكن كان للعملة وجهها الآخر، إذ مارست ليلى الطرابلسي بالوقت نفسه كل أشكال المناورات التي تجيدها كثيرا.

لقد استخدمت أساليب كثيرة لتثبيت موقعها في قصر قرطاج ابتداء من ترتيب زواج أبناء وبنات أسرتها من عائلات ذوي النفوذ، وحتى الاعتماد على شبكات تدين بالولاء لها في الحكومة ومؤسسات الدولة. هذا إلى جانب دفع أخوتها وأبنائهم إلى حيث سيطروا على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي، بعيدا عن أي احترام للقوانين النافذة.

جرى الحديث كثيرا في فرنسا والغرب عمّا سُمي بـ "المعجزة التونسية" في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. ويؤكّد مؤلفا هذا الكتاب أن الطبقة السياسية الفرنسية لم تكن تولي الكثير من الاهتمام للطبيعة السياسية للنظام التونسي السابق.ولم يكن يغيب عن ذهن أحد أن حالة من الفساد كانت تستشري في تونس وكانت ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، وأفراد أسرتها يمثلون الرموز الأكثر بروزا لذلك الفساد، خاصّة بما امتلكوه من "المال السّهل" وما أظهروه من بذخ وعبث بكل القوانين والقواعد.

أيقونة الحداثة

يعود المؤلفان إلى عام ‬1988 حيث كان بن علي، وريث الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، يحاول تثبيت أركان سلطته الهشّة عبر كسب شرائح اجتماعية جديدة ومتنوّعة. وفي مثل ذلك السياق استقبل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في قصر قرطاج بعد خروجه من السجن مباشرة. هذا إلى جانب تأكيده بالوقت نفسه علنا تمسّكه بالإجراءات الليبرالية التي كان قد اتخذها الرئيس الأسبق بورقيبة.

في عام ‬1992، وفي سياق موجة العنف التي عرفتها الجزائر المجاورة إثر إلغاء الانتخابات التشريعية لعام ‬1991 التي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية بأغلبية المقاعد، غيّر بن علي من توجّهه ابتعادا عن الأطروحات المحافظة وتبنّيا للنهج الليبرالي باسم الحداثة. وينقل المؤلفان عنه قوله عام ‬1992 بمناسبة عيد المرأة تأكيده على: "إعادة الاعتبار للمرأة والاعتراف بمكتسباتها وتكريس حقوقها ضمن إطار القيم الدينية والمدنية التي يفتخر الشعب بالانتماء إليها".

وعملت الدعاية الرسمية آنذاك على أن تجعل من ليلى الطرابلسي، التي كانت تظهر غالبا إلى جانب زوجها الرئيس بن علي منذ زواجها القانوني منه، أيقونة الحداثة التونسية.وكانت قد تعوّدت على أن ترتدي ملابسها من بيوت الأزياء الكبرى في باريس ولندن وتمضي عطلها في "سان تروبيز" على "الكوت دازور" في جنوب فرنسا وغيرها. وقد تعودت "السيدة الأولى" في تونس على ترديد ما تقوله الدعاية الرسمية، وترأست بالوقت نفسه العديد من المنظّمات، مثل منظمّة المرأة العربية والندوات الوطنية للاتحاد العام للنساء التونسيات والمؤتمر العالمي للنساء رئيسات المؤسسات...الخ. وينقل المؤلفان عنها قولها في بعض التصريحات لصحف فرنسية وغيرها قولها: "إن دور المرأة جوهري من أجل عملية التغيير والإصلاح" و "المرأة عامل هام في تدعيم الديمقراطية" و"إن تونس دخلت في عصر الإصلاحات الذي وضع المرأة في قلب الحركة". ( تتم الإشارة في هذا السياق أن ليلى الطرابلسي كررت في إحدى مقابلاتها عام ‬2006 تعابير تخص "المرأة" و"المرأة التونسية" و"المرأة العربية" ‬38 مرّة). ومقابلات كثيرة يشير لها المؤلفان تذهب في الاتجاه نفسه حول دور المرأة قبل قولهما "بالنسبة للأمور الأخرى تبقى ليلى الطرابلسي في غاية الكتمان". والسيرة الرسمية الذاتية لزوجها بن علي تكرّس لها جملة واحدة تقول: "الرئيس زين العابدين بن علي متزوّج وأب لخمسة أطفال. زوجته، ليلى بن علي، نشيطة جدا في عدّة منظّمات خيرية تونسية تونسية وعالمية لنصرة قضايا المرأة والأسرة والطفولة".

شخصيّة خادعة

"ها نحن في قلب اللعبة المزدوجة لليلى الطرابلسي"، يقول المؤلفان. الدفاع عن حقوق المرأة رسميا من جهة، وإتقان ألعاب السرايا (القصر الحكومي) من جهة أخرى. والسيدة الطرابلسي تجيد اللعب في الحالتين في بلاد هي الأكثر غربية والأكثر شرقيّة أيضا في جنوب البحر المتوسّط.

ويؤكّد المؤلفان القول: إن الصعود الكبير والخاطف لليلى الطرابلسي لا يعود لدراساتها إذ لم تحصّل منها سوى النزر القليل، ولا يعود بالطبع إلى المهن المتواضعة التي مارستها. لكنها تمتلك مواهب أخرى يتمثّل أهمها في الصبر وقوة الحدس والمهارة في المناورة والسر والدسائس والجاذبية، وحتى اللجوء إلى النسّاك "المرابطين" والسحرة بمساعدة والدتها "الحاجّة نانا" التي توفيت في شهر أبريل ـ نيسان من عام ‬2008. أمّا علاقات ليلى الوطيدة والحميمة فهي مع المال ومع الأقرباء. وهي في مركز أسرة الطرابلسي المكوّنة من ‬11 أخا وأختا.

ومن مواهب ليلى الأخرى نشاطها في ترتيب الزيجات. كان من أكبر نجاحاتها في هذا المجال عام ‬2004 عندما زوّجت ابنتها نسرين من وريث أسرة الماطري البورجوازيّة التونسية. وكانت قد دفعت أخاها الأكبر بلحسن إلى الطلاق كي يتزوّج من الابنة البكر للهادي جيلاني، رئيس الأعراف التونسيّين. وبدا أن هذا الأخير طمح للفوز بمنصب رئيس البرلمان التونسي غداة الانتخابات الرئاسية والتشريعية لشهر اكتوبر ـ تشرين الأول من عام ‬2009.أي ما يعني إمكانية أن يتولّى الرئاسة في حالة الاختفاء "المفاجئ" لرئيس الجمهورية بن علي. في مثل تلك الفرضية تغدو ليلى عندها هي السيدة الحقيقية للعبة السياسية.(لكن الأمور سارت في اتجاه آخر).

وينقل المؤلفان أنه في الفترة الأخيرة عندما بدأت صحّة بن علي تتدهور استدعت ليلى الطرابلسي وزير الخارجية والأمين العامة للرئاسة لتقول لهما ما يلي: "تعرفان مثلي أن الرئيس يمرّ في حالة إحباط بسبب الجهود المفرطة التي قام بها خدمةً للوطن. وأطلب منكما بالتالي العناية به عبر تجنّب إرهاقه بأخبار وملفات قد تزيد من خطورة حالته. وتستطيعان بكل الحالات العودة لي أوّلا من أجل جميع المواضيع.وأنا أعرف كيف أعرض عليه الأمور".

ولم تتردّد ليلى منذ ذلك الحين في إبراز شبكات نفوذها.وكانت تعقد اجتماعات شبه يومية في الصالون الأزرق بقصر قرطاج مع "وزرائها" والمقرّبين منها. وشرعت لإي إدارة نادي للنساء تتردد عليه نساء الوزراء ومناضلات التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب السلطة، والمقرّبات من عائلة الطرابلسي. هكذا أخذت طموحات ليلى تتحقق بفضل الضعف البدني لزوجها. وسادت في تونس أجواء نهاية عهد حيث خامرت أثناءها فكرة تولّي ليلى للرئاسة أذهان جميع التونسيين. بلورت ليلى الطرابلسي في الواقع كل أشكال خوف المجتمع وحقده. ولم يكن أحد يستطيع البوح بذلك بسبب الرقابة الصارمة على وسائل الإعلام. وينقل المؤلفان في هذا الإطار فكاهة سرت كثيرا في تونس آنذاك مفادها أنه "جرى ضبط زين وليلى يتبادلان القبل في إحدى الحدائق العامّة مما يسيء للأخلاق العامّة، فتمّ اقتيادهما أمام قاضي حكم على زين بدفع مائة دينار وعلى ليلى بدفع مئتي دينار. عند الدفع قال بن علي للقاضي محتجّا: هذا ظلم لماذا تدفع ليلى غرامة مضاعفة؟. أجاب القاضي: هذا ما ينصّ عليه القانون فهي من أصحاب السوابق".

هوية مراوغة

من هي ليلى الطرابلسي ؟.هل هي الفتاة السهلة، كما يصفها البورجوازيون التونسيون؟ أم هي الفتاة المستقلّة والطموحة التي ساهمت لقاءاتها الغرامية في صعودها الاجتماعي السريع؟. هذان السؤالان يتصدران الأسئلة التي يطرحها المؤلفان.

نقرأ أن اسم الطرابلسي شائع جدا في تونس. وليس من المفاجئ إذن أن تكون هناك فتاة أخرى تحمل اسم ليلى الطرابلسي. لكن المفاجأة الحقيقية هي أن ليلى الطرابلسي الأخرى موجودة والإثنتان من سن متقاربة ومسيرتهما متشابهة حيث بدأتا مسيرتهما المهنية بالعمل في أحد صالونات قصّ وتصفيف الشعر النسائية في العاصمة التونسية.وقد نالت ليلى «الأخرى» شهرة أكبر في البدايات من زوجة الرئيس التونسي لاحقا. كانت «الأخرى» من مواليد طرابلس في ليبيا وقد أقامت علاقات مع الأجهزة السريّة التونسية وتغلغلت في الأوساط الليبية عندما كان الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي يحظى بسمعة سيئة جدا في تونس بالمقدار الذي كان يخيف قادتها. هكذا تعرّفت ليلى «الأخرى» على ضبّاط وزارة الداخلية التونسية بمن فيهم الجنرال زين العابدين بن علي.

وبعد أن أصبح بن علي رئيسا ارتبطت ليلى «الأخرى» مع محمد علي محجوبي الذي أصبح مدير أمن الرئيس ثم سكرتير دولة للأمن في الحكومة. كان الرئيس عندها يعيش مع ليلى الطرابلسي التي غدت زوجته رسميا فيما بعد. ولم تقبل وجود ليلى الطرابلسي «أخرى» غير بعيدة عنها فطلب الرئيس من سكرتير الدولة للأمن في الحكومة قطع علاقته معها لكنه رفض. فجرى اعتقال الاثنين، هو وعشيقته، بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل».

تمّ الإفراج عن الرجل بعد عامين. واستدعاه الرئيس بن علي إلى قصر قرطاج حيث قال له: «أنا متأسّف.لقد نقلوا لي معلومات خاطئة».أمّا ليلى «الأخرى» فقد اختفت في رمال الصحراء. وأصبح الحديث عنها من المحظورات، هذا ما يؤكّده مؤلفا الكتاب.

«ليلى دجين»

وُلدت ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، في كنف أسرة متواضعة وترعرعت في بلدة خزندار بالقرب من العاصمة تونس. كان أبوها يعمل بائعا للفواكه المجففة بينما اهتمّت أمّها بتربية أبنائها الأحد عشر. بدأت ليلى حياتها المهنية في صالون لقصّ وتصفيف الشعر للسيدات في ساحة برشلونة بتونس العاصمة. وفي عام ‬1975 التقت بالمدعو خليل معاوية الذي كان يدير وكالة لتأجير السيارات على طريق المطار وتزوجت منه ليتم الطلاق بعد ثلاث سنوات.

عملت ليلى بعدها في وكالة للسفر وسط العاصمة تونس. وهناك اكتشفت عالم رجال الأعمال وسافرت قليلا واشترت سيارة "رينو‬5" صغيرة.كانت تحب الخروج وينقل المؤلفان عن صديقاتها في تلك الفترة أنها كانت لطيفة ومستعدّة دائما لتنظيم الاحتفالات والذهاب إلى الشاطئ. وقد أطلقوا عليها في الأحياء الشعبية يومها لقب "ليلى دجين"، إشارة إلى الشراب الكحولي الذي كانت تفضّله.

قامت ليلى الطرابلسي أحيانا عند فراغ وقتها بأعمال تجارية صغيرة عبر مواد كانت تجلبها من روما وباريس. ضبطها رجال الجمارك في إحدى الرحلات، فلجأت إلى أحد معارفها وهو "طاهر المقراني" الذي كان أحد أعمدة بناء وزارة الداخلية التونسية عند الاستقلال.

تجدر الإشارة إلى أن بن علي ربما كان قد التقى بها آنذاك حيث شغل منصب مدير الأمن خلال فترة ‬1977 ـ ‬1980.لكن جرى نقله في مطلع عام ‬1980 إلى بولندا كسفير لبلاده بعد اضطرابات مدينة قفصة التونسية التي كان الرئيس الليبي معمر القذافي وراءها، حسب المعلومات التونسية.

دعوة للتصرف كمحترفين

إن اللقاء الذي قلب مسيرة حياة ليلى الطرابلسي هو مع فريد مختار، رجل الصناعة الكبير والخبير بالفن ومالك النادي الإفريقي لكرة القدم في تونس. وقد كان صهر محمد مزالي، رئيس الوزراء آنذاك. وبفضله عملت ليلى كسكرتيرة إدارة في أحد فروع الشركة التونسية للبنوك التي كان يديرها خاله حسن بلخوجة المقرّب من بورقيبة وأول سفير في فرنسا للجمهورية التونسية الفتيّة بعد الاستقلال. وبرفقة فريد اكتشفت ليلى المجتمع التونسي الرفيع والثري.

استمرّت علاقة ليلى وفريد أربع سنوات قبل أن يضع هذا الأخير حدّا لها. وفي عام ‬1984 عاد الجنرال بن علي من بولندا حيث اختاره محمد مزالي وزيرا للداخلية. لم يتأخّر بن علي في البحث عن اللقاء بليلى الطرابلسي لتعيش سريعا في كنفه. وينقل المؤلفان أنه قال لها ذات يوم وهو يخرج مسرعا إلى موعد مهم: "ينبغي التحلّي بالصبر، فسوف نكون قريبا في قصر قرطاج".

خلال السنوات الأربع التي تلت زواج بن علي من ليلى عام ‬1992 ظلّت عائلة الطرابلسي بعيدة عن الأضواء.ولكن اعتبارا من عام ‬1996 برزت شهيتهم بوضوح في الحدّ من طموحات بعض العائلات التي كانت تسيطر على مقادير تونس مثل عائلات الطايف ومبروك وشيبوب. وفي تلك السنة وضع الأخ الأكبر لليلى، أي بلحسن، يده على شركة الطيران التي حملت تسمية "قرطاج للطيران". والأخ منصف، المصوّر السابق في الشارع، أصبح رجل أعمال كبيرا. وأولاده الثلاثة حسام ومعز وعماد، تولّى كل منهم احتكار أحد القطاعات في البلاد. وفرضوا قانونهم على جميع النشاطات.

وفي عام ‬2002 جمع بن علي أهم أعضاء عائلة الطرابلسي وقال لهم: "إذا كنتم تريدون المال فافعلوا ذلك بتحفّظ على الأقل. وعليكم أن تجدوا رجالا يكونون مجرّد غطاء ـ رجال من القش ـ يظهرون في الواجهة، وشركات تخدم كواجهة"، بتعبير آخر قال لهم: عليكم أن تتصرّفوا كمحترفين.

read more "حاكمة قرطاج - الحلقة 1: ليلى التي قدّمت نفسها أيقونة للحداثة التونسيّة"

2011-03-11

باعث القناة فهمكم .. إيه نعم .. فهمكم

أيّها الشّعب التّونسي

نكلّمكم اليوم .. ونكلّمكم الكلّ .. في تونس وخارج تونس .. نكلّمكم بلغة كلّ التّونسيّيين والتّونسيّات

نكلّمكم الآن لأنّ الوضع يفرض استغلال .. نعم استغلال .. استغلال فاحش وشامل. 

وأنا فهمتمكم .. إيه نعم أنا فهمتكم .. وفهمت الجّميع: النبّار .. والنّاقص حنان .. واللي ما عندو ما يصنع .. واللي طالب مزيد من النّواح والغريد.

فهمتكم .. وفهمت الكلّ .. لكن الأحداث اللي جارية اليوم في بلادنا ماهيش متاعنا .. والتّفكير في السّياسة موش من عادات التّونسي .. التّونسي اللي يتبّع في قناتي .. التّونسي اللي يبعث في الميساجات باش يربح فيات بونتو والاّ برطمان بزوز بيوت.

التّفكير موش متاعنا .. ولاهو من سلوكنا .. ولا بدّ أن يتوقّف التيّار .. يتوقّف بتكاتف جهود الجميع:  وليد الزرّاع .. هالة الذوّادي .. عبد الرزّاق الشّابي .. حسن الشّارني .. نبيل القابسي .. سحفيّين .. مشعوذين .. اليدّ في اليدّ .. من أجل قناتنا .. اليدّ في اليدّ من أجل تبهيم كلّ أولادنا. 

سيكون للبرامج اللي أعلن عليها اليوم استجابة لمطالبكم .. اللي تفاعلت معاها .. وتألّمت لما حدث شديد الألم. 

جوعي ونهمي كبيران .. لأنّي قضيت أكثر من خمسين سنة من عمري في التبلعيط .. في مختلف المواقع .. وسبع سنوات على رأس القناة .. وكلّ يوم من حياتي كان ومازال ضدّ الإعلام التونسي .. وقدّمت المغالطات .. وما نحبّش نعدّدها .. الكلّ تعرفوها .. وما نقبلش باش أيّ مخّ تونسي يخدم دقيقة واحدة.

تألّمنا لصعود ناس تفهم في السّياسة .. وأنا نرفض أن يصعد المزيد بسبب تواصل اليقظة.

 أولادنا اليوم في الانترنات .. وموش يتفرّجو في حنّبعل .. وهذا حرام .. وعيب .. لأنّنا أصبحنا خايفين عليهم من مجموعات الفايسبوك .. هذا إجرام .. وموش إعلام .. وهذا حرام .. والمواطنين، كلّ المواطنين .. لا بدّ أن يقفوا أمامهم .. واحنا عطينا التّعليمات ونعوّل على تعاون الجميع حتّى نفرّق بين هذه المجموعات من الفايسبوكيّين الذين يستغلّون الظرف .. وبين برامجنا التّبهيميّة التي لا نرى مانعا فيها.

وأسفي كبير .. أسفي كبير وكبير جدّا .. وعميق جدّا .. عميق جدّا .. فكفى نقاشا .. كفى نقاشا .. وعطيت التعليمات كذلك وكرّرت .. واليوم نأكّد: يزّي من اللجوء للحاسوب .. الحاسوب موش مقبول .. ما عندوش مبرّر .. إلاّ - لا قدّر الله - إذا حدّ حاول يفكّلك جهاز التحكّم عن بعد متاعك.

وزيادة على ذلك .. أذنت بالتخفيض في أسعار الإرساليّات القصيرة .. والمكالمات الهاتفيّة نحو القناة متاعي .. أمّا المطالب الإعلاميّة فإني نقوللكم: أنا فهمتكم .. إيه نعم .. أنا فهمتكم .. التفاهة الشاملة لكلّ برامج القناة .. وغلق جميع مواقع الانترنات .. ورفض أيّ شكل من أشكال البروكسي .. مع الحرص على اهمال أخلاقيّاتنا ومبادئ المهنة الإعلاميّة.

مع الحرص كذلك على استعمال الانترنات المؤطّر والمنظّم .. شابّ أو شايب يريد انشاء صفحة أو مجموعة .. يتفضّل .. لكن .. يعلم بيها .. ويحدّد وقتها ومكانها .. ويعلم جماعتي بيها للمحافظة على طابعها التجهيلي.

نحبّ نأكّد أنّ العديد من الأمور لم تجر كما حبّيتها .. بكلّ صراحة .. وخصوصا حكاية الطّفلة سارّة والطّفل منتصر .. غلّطوني أحيانا .. أنا موش شمس باش نزرق ع كا جراب كامل تو تو تراب الجمهوريّة .. وسيحاسبون .. نعم سيحاسبون.

ولذا أجدّد لكم .. وبكلّ وضوح .. راني باش نعمل على دعم البهامة .. على دعم البهامة .. وتفعيل الجّهل .. نعم .. على دعم البهامة وتفعيل الجّهل .. وسأعمل على صون حسابي البنكي .. ومزيد تعبئته.

عاشت القناة .. عاش باعث القناة .. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



read more "باعث القناة فهمكم .. إيه نعم .. فهمكم"