2011-03-24

ردّ الصّحفي قيس الحرقافي على مغالطات مدير قناة نسمة


أريد أن انطلق في البداية من أنّ إجراء ندوة صحفية وعدم مباشرة حل المشاكل التي تتخبط فيها قناة نسمة بصورة جدية هو هروب بحدّ ذاته ومحاولة لتلميع صورة القناة... ولكن في جميع الحالات سوف أردّ على بعض النقاط الواردة في الندوة لتوضيح بعض المسائل للزملاء الصحفيين ولإنارة الرّأي العام بعيدا عن تزييف الحقائق

إنّ كلام مدير القناة في الندوة الصحفية مردود عليه شكلا ومضمونا لأنه لا يمكننا أن نتحدث في تراجع مداخيل الإشهار وفي عجز مالي في ظل وجود ثورة بالبلاد بمعنى أن التعاطي مع الظروف التي فرضتها الثورة يحتم تحمّل هذه المصاعب من أجل الثورة ومن أجل تونس وشعبها... لا بطرد صحفييها وطاقمها التقني وعمالها

للعلم فإن المجموعة المطرودة البالغ عددها 33 شخصا من بينهم 5 صحفيين هي نفس المجموعة التي كانت تعمل بجد وكد دون تراجع ولا كلل في الأيام التي عقبت الثورة... لأننا من يوم 15 جانفي لم نغادر مقر القناة في رادس باعتبار أن الظروف الأمنية وقانون حظر الجولان لم يكن يسمح لنا بالعودة إلى مساكننا وقد استمر الوضع على ذلك الحال إلى أن رُفع الحظر

ثم إن قضيتنا قضية مبدأ... فنحن ندافع عن فكر وعن توجه للقناة وعن خط تحريري واضح لها... ولسنا ندافع عن أرصدتنا المالية وعن مداخيلنا... فالمسألة المالية لا تعنينا البتة والبزنس لا يتوافق وروح الثورة، لأنها قدمت لنا ما هو أهم بكثير... وهو مبدأ الحرية الذي لا يمكن أن يكون محل مساومة أو مزايدة كما لا يمكن أن نزج به في الحسابات المالية الضيقة والرّخيصة

وعن الخط التحريري للقناة، أريد أن أوضح بأن القناة ليس لديها خط تحريري البتة... لأن التزامها الوحيد كان انتظار الطرف الذي ستكون له الغلبة لإعلان ولائها له... ثم عن أي خط تحريري يتحدّث مدير القناة ومن أعلمَ به ؟ والحال أنه في تلك الظروف لم يتم عقد ولا أي اجتماع تحريري بفريق الصحفيين... لأنه شخص متسلّط ولا يؤمن إلا بفكره الأحادي الذي يلغي فكر الآخر

وأكثر من ذلك، فلا بد من الإشارة إلى أن قناة نسمة لا يحقّ لها بالأساس تقديم أية مادّة إخبارية... وهذا ليس من باب الإقصاء، وإنما من باب التذكير بالناحية القانونية... قناة نسمة عند بعثها أمضت على كراس شروط تشترط عليها تقديم مادة تلفزيونية ترفيهية لا غير... ولا يحق لها تقديم مادّة إخبارية

وأضيف بأن قناة نسمة تعتمد المغالطة وتزييف الحقائق... كما تعتمد إدارتها التلاعب بعقود العمل... يكفي أن تعرفوا بأن إدارة الموارد البشرية في القناة لا تمكّن مشغليها من نُسخ عقودهم الممضاة إلا بعد نهاية مدة العقد أو قبل نهايته بفترة وجيزة... ولا أريد أن أتحدث عن وضعيتي الخاصّة ولكنني مجبور على ذكر مثال واضح، بما أنّ السيد المدير ادّعى بأنّ عقد عملي قد انتهت صلوحيته

لقد وقعت عقد عمل مع نسمة مدته ثلاثة أشهر تبدأ في جويلية 2010، وتم تجديدة في أكتوبر لمدة ثلاثة أشهر ثانية وبالتالي فإنه ينتهي في موفى شهر ديسمبر ثمّ تم التمديد بعقد ثالث مدته شهر جانفي 2011 وعقد آخر بثلاثة أشهر يبدأ في غرة فيفري 2011 وينتهي في موفى أفريل القادم... ولكن أين التلاعب ؟

التلاعب في أن العقود الثلاثة الأولى كانت مع نسمة أنترتاينمت والعقد الرابع الذي من المفترض أن يكون مازال قائم الذات تم توقيعه مع نسمة برودكاست... وهو العقد الذي لم تمكنّي إدارة القناة من نسخة منه إلى يومنا هذا

وبالعودة إلى الندوة الصحفية التي عُقدت اليوم والتي قال فيها إنني تغيبت عن أداء عملي لمدّة نصف شهر ردّا على سؤال أحد الزملاء الصحفيين، فهذا كلام مغلوط... أوّلا لأن الغياب لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام (27، 28 و29جانفي) ولي وثيقة تثبت ذلك من إدارة الموارد البشرية في القناة نفسها... ثانيا وضّحت موقفي بخصوص الغياب الذي كان مردّه الإحتجاج على تعاطي القناة مع معتصمي القصبة في تغييبهم عن الأخبار، وعلى التعتيم الذي فرضته القناة حيال مجموعة من الوقائع والأحداث التي بينتُها في مقالات سابقة على شبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوك... وثالثا هو أنني عدت للعمل بعد ذلك إلى أن تم طردي يوم 22 فيفري... ولي إثباتات موثقة سواء كانت التسجيلات السمعية البصرية لبعض الفقرات المصورة التي اشتغلت عليها طيلة الفترة بين 01فيفري والثاني والعشرين منه، أو وثائق التكليف بمهمّة التي تثبت مباشرتي للعمل في شهر فيفري... من ضمنها تغطية وقائع الندوة الصحفية لوفد البرلمان الأوروبي (03 فيفري)، واللقاء الذي جمع ممثلي الحوض المنجمي بقفصة بوزيري الصناعة والتنمية الجهوية (09 فيفري)، ثم اللقاء الذي جمعهم يوم 10 فيفري بالرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة وغيرها من الأعمال الصحفية التي تثبت مواصلة مباشرتي للعمل، بما فيها مواكبة رحلة قافلة الشكر التي تحوّلت إلى القصرين يوم 13 فيفري... وما كنت لأقبل أن أمارس أي نشاط إعلامي أو صحفي لو لم يجمعني بالقناة عقد عمل... فهل لإدارة الموارد البشرية أن تثبت أو تبرر وضعية صحفي يقوم بتغطية ندوات صحفية ويقوم بتنقلات دون عقد عمل يجمعها به ؟

الإجابة حتما لا... لأنّه من غير المعقول أن يعمل صحفي دون عقد ودون ضمانات قانونية، وإذا ظهر العقد الموقع في الفترة بين 01 فيفري و30 أفريل والذي تخفيه الإدارة إن لم تعدمه، فإن القناة تدين نفسها به... لأن قرار الطرد الذي اتخذ يوم 22 فيفري يصبح عندئذ طردا تعسّفيا وليس طردا بسبب انتهاء مدّة العقد كما ادّعى مدير القناة

واسمحوا لي هنا بأن أقدّم نموذجا آخر من الممارسات اللاإنسانية لقناة نسمة تجاه موظفيها في علاقة بموضوع الطرد، إذ تمّ طرد أحد تقنيي الصوت لما كان على خط النار في ليبيا... ولكُم أن تتصوّروا مدى قسوة وفضاعة أن يتم اتخاذ قرار الطرد أثناء ممارسة شخص لمهنته مع كل ما تحدق بها من مخاطر وهو الذي جازف بحياته من أجل القيام بواجبه وكانت مكافأة القناة له بالطرد

إنّ التعتيم والتشويه وتزييف الحقائق ومغالطة الرّأي العام التي تمارسها قناة نسمة، وخصوصا في الندوة الصحفية التي عقدتها اليوم ليس جديدا عليها بل هي ضالعة فيه بامتياز منذ فترة، ولا يمكن أن ينافسها في ذلك أحد... ونحن مدعوّون كصحفيين وإعلاميين وكأفراد من هذا الشعب الذي صنع ثورة فريدة بأن نقف في مواجهة هذه الممارسات التي تعود بنا إلى فترة ما قبل 14 جانفي، وتؤسّس لفكر نوفمبري ظلامي جديد

عاشت تونس... وعاشت نضالات الصحفيين الأحرار

1 تعليقات:

تعليق Hatouya ...

الجنازة حامية و الميت ... كلب

25 مارس 2011 في 8:04 ص

إرسال تعليق