عندي مدّة وأنا نسمع في الكلمة هاذي ونشوف فيها في كلّ بلاصة في تونس: أزلام التجمّع .. أزلام النظام البائد .. في القناة اللوطانيّة، في جهلبعل، في نقمة تي في .. قناة المغرب "الكبير" (أمّا ردّ بالك تقول "عَرَبي")، في جريدة الضّريح، في صفحات الفايسبوك، وين نمشي نلقى كلمة أزلام .. يمكن نكون كتبتها حتّى هنا وأنا ناسي.
كنت متأكّد اللي الكلمة هاذي عندها دلالات خايبة برشة بما أنّها ارتبطت بالتركة السياسيّة متع باعث التجمّع وبالمناظر المقلّبة اللي تمعّشوا من الدّولة التونسيّة مدّة ربع قرن تقريبا. كلمة "أزلام" ظاهرة من وقعها على السّمع أنّها ما تنجّمش تكون تعني "مساندين" أو "أنصار" أو حتى "أبناك لوح" .. وهي كلمة ارتبطت بالشرّ منذ الجّاهليّة .. إيه نعم .. الجاهليّة الأوريجينال متع أبو جهل وأبو لهب وهند اللي تمضّي في السّيوفة وتحطّلهم في السمّ.
الأزلام، أخي المواطن، أختي المواطنة، حاشاكم وحاشى قدركم، هي مجموعة من السّهام اللي كانوا جماعة الجّاهليّة يحطّوهم في شكارة بعد ما يكتبوا على شطرهم "افعل" والشطر لاخر "لا تفعل".. وقت اللي يبدا واحد منهم مثلاً ماشي للشام في تجارة ويبدا موسوس والا خايف من قطّاع الطّريق، كان يحطّ يدّو في الشّكارة متع الأزلام ويخرّج سهم من السهام هاذوكم ويقراه .. إذا لقى فيه "افعل"، يمشي .. واذا لقى "لا تفعل" يرجع يشدّ خيمتو.
وقت اللي نستحضر صورة المخلوع في مجلس المستشارين والا مجلس النوّاب نفهم اللي بالرّسمي كلام ناس بكري منقوش على الحجر .. بن علي، البوليس، اللي عمرو ما تعلّم حاجة من السياسة الدّاخلية ولا الخارجيّة، إنسان ما يقلّش بطش وبهامة وجاهليّة واجرام على الناس اللي عذبوا آل ياسر والا بلال الحبشي، انسان كيف هذا ماكانش ينجّم ياخو أيّ قرار من غير ما يدخّل يدّو في شكارة المستشارين .. نقصد من غير ما يستشير مجلس الأزلام .. إذا قالولو "أعمل" .. "يعمل" .. واذا قالولو ما تعملش .. المادام تقللو "أعمل لا نخرّجلك عينيك".
الحاجة اللي كان بن علي ناسيها كلّ ما يدخّل يدّو في الشكارة هي أنّ الأزلام، بالاضافة لكونها جماد لا ينفع ولا يضرّ ولا ينجّم ينصح بشر، ماهي الاّ سهام باش يجيه نهار وتتغرس في يدّو وتدمدمو .. طبعا بعد ما "تغلّطو" وتدخّلو في حيط وتقوللو "أعمل سيّدي الرئيس" ثمّ يكتشف أنّ البصل فاوح بالمقارنة مع العملة اللي دبّرو عليه بيها.
قال الله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة:3].
4 تعليقات:
bon article , c'est la seule et la bonne interprétation
تمنيت لو أن المقال كتب بالعربية الفصحى فيأخذ بعدا أشمل. لا تنسوا ننا " التوانسة " عدنا قدوة من جديد كما كنا واصبحت آراؤنا وكتاباتنا تنشر وتقرأ من المحيط إلى الخليج وما بعد...
رد بالك خويا أما هند بنت عتبة أسلمت و حسن إسلامها و ما يجيش نقرنو اسمها مع أزلام الجاهلية أبو جهل ز أبو لهب فهي اسلامها مسح كفرها
ممكن تعطينا تاريخ أبو بكر الصغير الأسود ليس مع النظام البائد بل هو شريك في النظام البائد
إرسال تعليق