2010-10-15

لن يَخرُجوا من الصّفر

يقول المسرحي الجزائري فلاّق: "بعضنا لا يكتفي ببُلوغ القاع بل يبدأ الحفر حينئذ بحثا عن المزيد من الرّداءة". استحضرتُ هذه القولة منذ قليل بعد أن قمتُ بجولة سريعة على حائط الصّفحة الفايسبوكيّة سيّئة الذّكر، صفحة الصّفر في نسختها الثّانية والّتي تمكّنت بعد إغلاقها من جمع أكثر من 8000 مغفّل جديد وذلك بمساعدة صفحات أخرى لا تقلّ عنها اعتباطيّة وغباءًا.


هذه الصّفحة التي كنتُ قد حدّثتكم عنها منذ مدّة (هنا) لا تكتفي بالتّمعّش من مدوّنات الآخرين ونسبها إلى نفسها، فهي أيضًا تقتات على نظريّة المؤامرة ومشتقّاتها من التّخمينات الصّبيانيّة التي ينحصر مجالها بين موقعي فايسبوك ويوتيوب، دون أن يكلّف المشرفون عليها أنفسهم عناء البحث عن الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى تخلّفهم وجهلهم وقضائهم أغلب ساعات اليوم أمام شاشات بلّوريّة باردة.

ورغم إدراك هؤلاء الحمقى أنّ إغلاق صفحتهم الأولى يعود إلى إبلاغ آلاف التّونسيّين عنها لدى إدارة فايسبوك بعد افتضاح أمرها، إلاّ أنّهم يصرّون على الاستمرار في المغالطة و محاولة الضّحك على الذّقون بادّعائهم أنّ عمّار (شخصيّة خياليّة ترمز إلى رقيب الانترنات في تونس) قام بشراء حقوق إدارة الفايسبوك في تونس وأغلق صفحتهم بعد أن "عجز عن كشف أسمائهم":


وإن كانت هذه الصّفحة قد توقّفت إلى حدّ ما عن سرقة التّدوينات في نسختها الثّانية، فهي لا تزال تجترّ نفس التّفاهات والخرافات التي ملأت بها عقول بعض المراهقين التّونسيّين: من الاستمناء الفكري عن وجوب البدء في "تغيير شخصي" دون الخوض في ماهيّة هذا التّغيير أو تفاصيله، إلى الحديث عن صهيونيّة موقع فايسبوك الذي يتربّص بهم شرًّا (ورغم ذلك يقضون فيه أكثر من 10 ساعات يوميّا)، مرورا بحصص جَلد الذات اليوميّة التي يعاني خلالها أعضاء الصّفحة من سلبيّة صاحبها وإصراره على ربط التّونسيّين بكلّ ماهو جاهل ومتخلّف ورديء.

جَلد الذات هذا نابع من عقد نفسيّة تلازم المشرف على صفحة الصّفر، وعندما لم يجد لها حلاّ حاول التّنفيس عنها في فايسبوك، وذلك بأن يحاول تعميمها على أعضاء الصّفحة ليحمّلهم بعض الأعباء التي تُثقل ذهنه المريض.

أمّا المهزلة الأكبر في صفحة الصّفر والصّفحات التي تدعمها فتبقى تتمثّل في ذلك التّناقض الصّارخ بين "محاربتهم"  للشّيعة من جهة ونشرهم للُبّ التشيّع من جهة أخرى، فكما يعلم أغلبنا، ينتمي مصمّما سلسلة "القادمون" الوثائقيّة إلى المذهب الشّيعي و تبرُز محاولاتهم لنشر ذلك المذهب بكلّ وضوح في الحلقات الأخيرة من السّلسلة. ورغم ذلك يتمّ نشر مقاطع الفيديو التي أنتجاها على حائط نفس المجموعات التي تدّعي "استبسالها" في دحر المذهب الشّيعي عن المجتمعات السّنيّة. أفبعد هذا الغباء غباء؟

نعم، يوجد غباء أكبر من هذا، فآخر الطّرائف التي تمّ نشرها على حائط صفحة الصّفر تتمثّل في اتّهام صريح لإيران بتدبير "مؤامرة" لإغلاق مجموعة من القنوات الفضائيّة الإسلاميّة ومنها قناة "وصال". إيران التي لم تكترث لنعيق ترسانة إعلاميّة ضخمة تحرّكها ضدّها عشرات الدّول الغربيّة منذ ثمانينات القرن الماضي سعت إلى إغلاق قناة تبثّ برامجها على قمر صناعي يكاد يسقط فوق الصّحراء التي أطلقته.


وحتّى نلتقي مجدّدًا إن شاء الله، أترككم مع هذا الهذيان الذي أخذته من نفس الصّفحة، والذي لم يتفطّن صاحبه إلى "المؤامرة" بين رقم 7 واللّون البنفسجي:


لا تستغربوا أعزّائي، فمن يُدمن على فيديوات الماسونيّة يرى المؤامرة حتّى في فرشاة أسنانه، هذا إن كان يستعملها أصلاً. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

6 تعليقات:

تعليق غير معرف ...

mala morda pffffffffffff vraiment mouch normale ana blokawni 5ater 3amlt com fi page mta3houm ma3jebhoumch

15 أكتوبر 2010 في 2:55 ص

تعليق كريم ...

شكرا متنوشة لفضحك لدراويش

15 أكتوبر 2010 في 2:56 ص

تعليق اماني التونسية ...

مقال محترم و رائع اعتقد ان مثل الممارسات باتت مفضوحة للجميع و لم تعد تنطلي الا على الأغبياء
اتمنى ان يقف هؤلاء المراهقون على مصيبتهم و يصلحو من انفسهم

15 أكتوبر 2010 في 2:58 ص

تعليق 7arbi weld 7ouma 3arbi ...

9alo je veux quitter le zéro mala bases looooooooooooooooool

15 أكتوبر 2010 في 3:00 ص

تعليق غير معرف ...

ena n7eb nefhem ces racailles win y7ebou youslou bel thabt? ils ignorent les vrais problèmes des jeunes tunisiens (chomage, manipulation éducative, manque d'activisme politique etc..) et essayent de nou créer des ennemis imaginaires comme les Shiites et les franc-maçons!!! fazet les couleurs des résistances éléctronique 9aletelhom osktou 3aaaaaaaaaaad !! yééééééééééser bhéma za7!!! Bravo pour le billet cousin

15 أكتوبر 2010 في 3:14 ص

تعليق غير معرف ...

أنا شخصياً لدي تجربة سيئة الذكر مع أحد مشرفي هذه الصفحة المتخلفة، الذي يدعي المرونة والحوار،كنت أظن أني في مجال حوار مفتوح، وإذ به يطردني من الصفحة عقب حوار بيزنطي مع جماعة من الظلاميين حول مسألة الحجاب!!!

19 أكتوبر 2010 في 10:11 م

إرسال تعليق