ظهرت في الايام الاخيرة مجموعة من التقارير الصحافية التي تتحدث عن تفاقم الامراض الصحية للرئيسين المخلوعين، التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك اللذين يقيمان في منفيين آمنين في المملكة العربية السعودية ومنتجع شرم الشيخ.
بالامس راجت انباء بان الرئيس بن علي يعيش في حالة غيبوبة في احد مستشفيات جدة غرب المملكة العربية السعودية، وقبل ايام تحدثت اخرى عن دخول الرئيس مبارك في غيبوبة ايضا، بل ان البعض ذهب الى القول بأنه غادر الحياة فعلاً.
وزارة الخارجية التونسية اكدت أنّ صحّة الرئيس بن علي على خير ما يرام، وأنها لم تتدهور، وانه ليس في غيبوبة، بينما اكد طباخ الرئيس مبارك الخاص الذي يرافقه في قصره في منتجع شرم الشيخ انه في صحة جيدة ويتناول بشهية انواع الطعام المفضلة لديه وعلى رأسها الكافيار.
من المؤكد ان هناك جهات مقربة من الرئيسين تقف خلف ماكينة اعلامية نشطة تسرب مثل هذه الانباء، بطريقة ذكية للغاية، لخلق تعاطف شعبي، والتغطية على التقارير الاخبارية التي تتحدث عن مليارات راكمها الرئيسان وافراد من اسرتيهما في البنوك الاجنبية هي غالبا من قوت الكادحين المعدومين.
أن يمرض الرئيسان فهذا امر متوقع، فهما متقدمان في السن، الأول اي الرئيس مبارك تجاوز الثمانين ويعاني من مرض السرطان، والثاني اي التونسي بن علي في الخامسة والسبعين من عمره وتردد انه يعاني من نوع خطير آخر من السرطان ايضاً.
ولكن هل من المنطقي أن يروحا في غيبوبة في الوقت نفسه، وبعد ايام او اسابيع معدودة من خلعهما من قبل الثورة الشعبية في بلديهما؟
وربما يفيد التذكير بان الرئيسين يملكان من الثروات الهائلة ما يمكنهما من استقدام اهم الاطباء في العالم للاشراف على رعايتهما الصحية. فالرئيس مبارك انتقل الى القصر نفسه الذي كان يقيم فيه طوال ربع القرن الماضي المجهز بكل التجهيزات الطبية اللازمة، والرئيس بن علي يقيم حالياً في مدينة جدة السعودية حيث توجد افضل المستشفيات الخاصة والمتخصصة في جميع فروع الطب.
الدعاء بالشفاء للمريض صدقة، وموضع الاعتراض هو توظيف المرض في خدمة حشد التعاطف لزعيمين يطالب الكثيرون من ابناء شعبهما بتقديمهما الى المحاكم لمواجهة اتهامات بالقتل جرى ارتكابها من قبل قوات امنهما اثناء حكمهما ولمساءلتهما عن حالات فساد وتربح اقدما عليها، او تورط فيها بعض المقربين منهما وخاصة افراد من عائلتيهما.
المصدر: القدس العربي
0 تعليقات:
إرسال تعليق