2011-01-30

كيفاش نردّوا السحافيّين صحافيّين؟

من مظاهر التخلّف اللي تجذرت في تونس نلقاو تعدّد المناصب والمسؤوليّات، كيف أنّك تلقى مثلا واحد محامي (في بطاقة التعريف آكهو) وفي نفس الوقت رئيس بلديّة ومنشّط في قناة تلفزيّة وصاحب عمود في إحدى الصّحف اليوميّة وعضو في اللجنة المركزيّة متع التجمّع الدّيكتاتوري الديمحقراني، هذا إذا ما مدّش علينا خليقتو في إشهار من الإشهارات وإلاّ مسلسل من المسلسلات متع سيدي رمضان.


نوعيّة الناس هذه ماهيش حكر على العاصمة والمدن الكبرى وإنّما موجودة في كلّ تراكن الجّمهوريّة، ساعات المناصب تختلف والمسؤوليّات تزيد وإلا تنقص، لكن الأكيد - أخي المواطن أختي المواطنة - هو أنّك لازم باش تلقى قرنيطة من القرنيطات هاذي موجودة في محيطك القريب جدّا، وأنا متأكّد اللي فمّة شكون فيكم باش يستحضر وجوه وإلا أسامي معيّنة ويبدا يسبّ ويلعن ونساندو في ذلك كلّ المساندة.

ونظرا لتشعّب "مهامّ" الفئة هاذي وكثرة مناصبها ومسؤولياتها، مانيش باش نجّم نتطرّقلها الكلّ في نفس التدوينة أو حتى في عشرة تدوينات، خاطر إذا باش نجبد خرمهم الكلّ ونوثقو بشهادات صوتيّة من عند مواطنين مطيقرين باش ترصّيلي نعمل في وثائقي بو خمسين حلقة كيف "القادمون". اليوم باش نركّز على فئة وحدة وهي السّحافيّين.

السّحافي - أخي المواطن أختي المواطنة - هو كلّ إنسان دخيل على مهنة الصحافة، بمعنى أنّ تكوينو الأكاديمي بعيد ياسر على الخدمة هاذي وساعات ما تكون عندو حتـّى علاقة بيها، كيف أنّك تلقى مثلا واحد عندو شهادة تقني سامي في صيانة السيارات ويكتب في جريدة أسبوعيّة على العقم الجنسي، أو وحدة تخدم في التعليم وكلّ نهارين تحترف أرتيكل وتعملّلو إعادة صياغة باش تنشرو في موقع آخر وتاخو عليه عشرة والا عشرين دينار.

في نفس الوقت تلقى واحد متخرّج من معهد الصّحافة وعلوم الأخبار ويفارع في أومبراياج متع كميونة وإلاّ وحدة متحصّلة على ماجستير إعلام وتخدم سكرتيرة متع دونتيست. يقول القايل كيفاش وصلنا لفوضى كيف هاذي؟ وإلى متى باش تتواصل؟

السبب الأهم حسب ما نرى هو المحسوبيّة اللي مسّت قطاع الإعلام كيف ما مسّت بقيّة القطاعات في تونس، إذ يكفي مثلاً أن يكون صاحب إذاعة خاصّة وإلاّ مدير برمجة عندو صاحبتو باش يكلّفها بتنشيط برنامج، أيّ برنامج وكان، وما يهمّش إذا كان تكوينها علمي والاّ أدبي والا اقتصادي والا حتـّى ماخوري، المفيد هو أنـّها "تتلنصى" وآكهو.

ديما في نطاق المحسوبيّة، نلقاو زادة القرنيط اللي كان يناشد في بن علي وليلى و يكتبلهم في قصائد الغزل ليل مع نهار باش من بعد نلقاوه في خليقتنا في كلّ محفل تلفزي، ومانيش باش نذكر أسامي باش ما نكمّلش على مرمّتهم بعد ما هرب "بوهم" وخلاهم ياكلو في السبّ من عشرة ملاين توانسة.

نعرف اللي فمّة ناس دخلت للميدان هذا بدافع الهواية، وأنّو مستواهم اللغوي والتحليلي ماهوش دوني برشة، لكن اللي لاحظتو هوّ أنّ أغلبهم أبعد ما يكونوا على حاجة اسمها موضوعيّة وحياد، وأنّ آرائهم الشـّخصيّة حول تيّار فكري أو ديني معيّن ديما تكون مفضوحة لكلّ من يركـّز معاهم لفترة طويلة نسبيّا، بصفة تخلّيك تعرف مثلا اللي السّحافي فلان إسلاموفوبي و السّحافيّة فلانة تبخـّر بريحة حاجة اسمها حجاب، وهو الشيّ اللي صعيب أنّك تلقاه عند صحفي متمرّس يحترم مهنتو والناس اللي تقرالو ويحرص باش ياقف في الوسط قبل ما يكتب أيّ حرف.

الغريب في السّحفيّين هاذم هو أنّهم عمرهم ما وقفوا لحظة وسألوا رواحهم علاش أغلبيّة التوانسة باعثتهم يشيّتوا وتتبّع في الفضائيّات "الدّينيّة" وإذاعة الزيتونة، بل أنـّهم يعتمدوا على طريقة "لا يفكّر بيهم" ويقعدوا يدوروا في نفس الحلقة المفرغة مع اولاد البورجوازيّة المزيّفة اللي تتصوّر أنّ "الثقافة" الفرنكوفونيّة اللي مطبّسينلها هي اللي باش ترتقي بيهم لدنيا أخرى. هنا السّحافيّين يتحمّلوا جزء كبير من القطيعة الإجتماعيّة والاستعلاء المقرف اللي رينا وسمعنا بعض تجلّياتو في الأيّامات متع اعتصام القصبة.

بحيث أنّ الناس هاذم، كان جاو صحفيّين (وموش سحافيّين) راهم محمّلين رواحهم عدد من المسؤوليّات تجاه المجتمع اللي يعيشو فيه واللي لازمو يكون متلاحم قبل أي حاجة أخرى، موش يكتبوا لبعض النّاس وإلا يقولولهم الكلام اللي يحبّوا يسمعوه باش تزيد تترسّخ عندهم فكرة أنّهم "جعب" البلاد وأن البقيّة الباقيّة ماهي إلا خليط من "الجبورة" و "الخوانجيّة" و "البطّالة".

نظام بن علي ساهم بدرجة كبيرة في ظهور وانتشار الدّخلاء هاذم وخلاّهم ينخروا في الإعلام كيف السّوس، لدرجة خلاّت أغلبيّة الشّعب التونسي تبعث الجرايد والإذاعات والتلافز والمواقع التونسيّة تشيّت وتلوّج على البديل في بلايص أخرى ماهيش بالضرورة أهون وإلا أضمن. إذا شابّ تونسي يتفرّج في "الزوراء" مثلا ويتأثـّر بيها ماهيش مسؤوليّتو وحدو وإنّما مسؤوليّة السحافيّين اللي خلاّوه يرى اللي دينو وهويّتو ومعتقداتو قاعدين يتهاجموا في إعلام بلادو.

مانيش باش نقول اللي السّحافيّين هاذم لازم يرجعوا لخدمهم واختصاصاتهم اللي يفهموا فيهم أكثر (ساعات لا يفهموا في هذا ولا في ذاك راهم)، لكني ندعو النـّاس اللي لاهية بالقطاع باش تعمل حملة توعية كبيرة وإعادة رسكلة للدخلاء هاذم. لازم يقرّيوهم أبجديّات العمل الصّحفي ويفسّرولهم اللي مقالاتهم وبرامجهم - مهما كانت تافهة - قادرة باش تخلق شرخ سوسيو-ثقافي عميق وهو آخر ما ينقصنا في فترة كيف هاذي.

علاش مثلا ما نشوفوش دعدوع متع صحافة معروف بموضوعيّتو ينسّق مع أخصّائيين في اللسانيّات و علم النفس الإجتماعي ويعملوا ورشات عمل للسحافيّين فمّاش ما يتحسّن أداءهم شويّة و نظرتهم للأحداث اللي قاعدة تصير في تونس تكون أشمل وأكثر حياد؟

ها السّحافيّين لازمهم يفهموا اللي المنابر الإعلاميّة ما تقدّم حتى إضافة للبلاد ولا العباد وقت اللي تتحوّل لآلة للدعاية أو الدعاية المضادّة المحكومة بالأهواء الشخصيّة متع الناس اللي يخدموا فيها. الأهواء هاذي ما يلومك عليها حدّ وقت اللي تكتبها في فضاء شخصي متاعك (مدوّنتك وإلا بروفيلك متع فايسبوك مثلا)، لكن وقت اللي تخرّجها في فضاء إعلامي يـُفتـَرض أنّو حيادي ونزيه ويقدّم الحقيقة من غير تبلفيط ولا دمغجة، وقتها لازمك تستنّى ردود الفعل اللي تنجّم تكون أيّ حاجة إلاّ أنّها تكون عقلانيّة.

6 تعليقات:

تعليق غير معرف ...

تصديقا لكلامك :واحد نسمع باسمه مخرج تلفزي قالولي رئيس بلدية وبعد بنهارين قالولي عضو مجلس المستشارين قلتلهم ترقى يعني قالولي لا 3 في واحد .وأنا خوكم ما نفهمش في الوظيفة العمومية قلتلهم ياخي عندو 3 نوامر cnss ?

30 يناير 2011 في 11:23 م

تعليق غير معرف ...

JE DONNE L'EXEMPLE AUSSI DE SAMI FEHRI elli e7takar kol chay
et ben gharbia elli fi kol sujet yet7addath w a5retha walla mou7alel siesi!!!!!

31 يناير 2011 في 1:05 ص

تعليق غير معرف ...

بربي نحب نسال على المحامين الي كانوا يجيبوهم في برنامج "الحق معاك"
وينهم يخي ما شفت حد فيهم

31 يناير 2011 في 9:37 ص

تعليق غير معرف ...

في تونس اليوم و بعد هروب الديكتاتور وبعد ان كانت هذه الزمرة بوقه الاعلامي و تطبل له و تكتب له و تهلل انقطع عليها "الضو و الماء" فماذا ستفعل ؟؟ ركبت موجة الثورة و صارت تهلل للشباب و يتغنون بهم و يلعنون الديكتاتور وبدون "حشمة و جعرة" و كتاباتهم المهللة موجودة و معروفة عند جمبع التونسيين حتى ان أحد منهم اصدر كتابين في تمجيد بن على ليبقى مسؤولا عن مؤسسة ثقافية لمدة 14 سنة و ليتقلد منصبا سياسيا "قنصل عام لتونس بأحد البلدان ألف كتابا على زوجة الديكتاتور. و السؤال ماذا سيفعل ليلغي هذا الماضى ؟

31 يناير 2011 في 3:10 م

تعليق غير معرف ...

وليد الزراع يظهرلي واحد منهم وعن جدارة

2 فبراير 2011 في 4:06 م

تعليق غير معرف ...

طالب من معهد الصحافة... خويا لعزيز ...إحترامي
و اخيرا لقيت واحد قال كلمة خير في المعهد

9 مارس 2011 في 11:20 م

إرسال تعليق