كان تتفكّروش هاك المرّة وقت اللي حكينا على "خرافة التشيّع في تونس"، شُفنا كيفاش فمّة مئات الفاضيين شغل سيّبو كلّ شيّ وشدّو في حسن نصر الله وأحمدي نجاد وآية الله الخميني وغيرهم من الشّيعة بتعلّة أنّهم "روافض وكفرة ويسبّو في أمّهات المؤمنين الخ" (لا والغريبة هي أنّهم مافاقو بالحكايات هاذم الكلّ كان السّنا، عام 2010).
وأكيد أغلبكم لاحظ انتشار الصّفحات ومقاطع الفيديو اللي يسبّو في الشّيعة على فايسبوك كانتشار النّار في الكيوسك. بحيث ولّى الواحد كلّ ما يكونكتي يلقى في خليقتو تصويرة متع الخميني مشوّهة بالفوتوشوب والاّ فيديو متع شيعة يندبو في وجوههم، وما أزعمهم عاد الكْرَب وقت يركّزو مع حاجة ويلعبو دور الجّعوبات اللي فاقو بأسرار مخابراتيّة مافاق بيها حدّ قبلهم.
و ما نعرفش علاش بعض النّاس وقت يراو صفحة تستعمل الخطاب الدّيني يظنّو اللي الستاتيات les statuts اللي فيها الكلّ قرآن والاّ أحاديث، ويتبلوكى عندهم أيّ حسّ نقدي وحتّى كيف يشوفو كذبة والاّ حاجة ما تخاويش "يلعنوا الشّيطان" ويقولو في قرارة أنفسهم اللي هوما "أساؤوا الظنّ" بالمُشرف متع الصّفحة، وما يفكّروش حتّى للحظة وحدة اللي المُشرف هذاكة ماهو إلاّ واحد من مئات المفرخ اللي ما يعيشو كان في الانترنات واللي ساعة ساعة تلقاه حالل موقع بورنوغرافي بالتّوازي مع الصّفحة متاعو ويدجّل على النّاس: "جزاك الله خيرًا أخي الكريم .. شكرا لمرورك أختاه .. أنشروا صفحتنا فضلا وليس أمرًا، هدانا الله وإيّاكم لما يرضاه".. إلى غير ذلك من قوالب التّعاليق الجّاهزة اللي تظهر الرّحمة والمودّة وتخبّي وراها عقد وأمراض نفسيّة لا يورّيهم لمومن.
وحتّى وقت اللي يجيهم واحد بالصّدفة يكشف الخزعبلات متاعهم في تعليق، والاّ يحطّ رابط يورّي اللي هوما يكذبو ويدجّلو على النّاس، كون متأكّد اللي تعليقو وعضويّتو ماهمش باش يفوتو الخمسة دقايق في أفضل الحالات (هذا لو فرضنا اللي "المشرف" تلَزّ باش يسيّب الأورديناتور لظرف طارئ جدّا كموت أحد أفراد الأسرة مثلا). وشخصيّا حضرت على عشرات الحالات اللي تبلوكاو فيهم عباد لا سبّو ولا كتبو كلام زايد، وكانت "غلطتهم" الوحيدة هي أنّهم قالو الحقّ في صفحة من هذه الصفحات. واذا بلوكاوك كهو من غير ما يجيوك ببروفيل سبيسيال متع سبّان ويسمّعوك ما تكره تتسمّى والديك راضيين عليك.
اليوم عاد صارت فازة تأكّد الحكاية اللي نحكيلكم فيها وتورّي كيفاش ها القمل متع "محاربة الماسونيّة" و"التّغييرات الشّخصيّة" و"الخروج من البلاهة" مستعدّين باش يتقلبو في كلامهم 180 درجة وماعندهم حتّى مشكلة وقت اللي يركّبو فيديو على قرآن والاّ خطبة متع جمعة ويخرّجو الحكاية من سياقها ويكتبو اللي يحبّو عليه من اللوطة في الـ sous-titre، بطريقة تخلّي أيّ انسان ماهوش مطّلع بطريقة كافية يصدّق اللي حطّوه في الفيديو ويفهم اللي حبّو هوما يفهموهولو، خاصّة عاد اذا يبدا من المواظبين على صفحتهم ويبدا تعدّى ديجا على محطّة غسل الأدمغة وصدّق اللي هو برك "الإنسان الباهي" واللي بقيّة العالم بالشّيعة واليهود والمسيحيّين والبوذيّين والطّلاين والأفغان والشّناوة متآمرين عليه باش ينحّيولو هاكي "ذرّة الإيمان" اللي قعدت عندو واللي ما تتجاوزش هاك الـ click اللي يعملها تحت فيديو من فيديوات سامي يوسف.
هات نتفرّجو في الفيديو ساعة باش نشوفو كيفاش يغسلو في مخاخ العباد:
كيف ما قاعدين تشوفو، الفيديو يدوم أقلّ من دقيقة ومتكوّن من 3 حاجات اللي هوما الصّورة والصّوت والكتيبة. التّركيب متع الـ3 حاجات هاذم على بعضهم ماهوش اعتباطي كيف ما ينجّم يمشي في بالكم وإنّما عندو دوافع محدّدة مليييييح مليييييح.
أوّلا: الجّربوع اللي عمل المونتاج أكيد تفرّج في الفيديو الأصلي اللي جاء في نشرة إخباريّة، معناها الصّورة الأصليّة ومعاها الصّوت الأصلي اللي تابعها. وهنا يقول القايل: إذا كانت نيّتو هي أنّو يورّي "حقيقة" للعباد، سواء كانت الحقيقة هاذي مع أحمدي نجاد والشّيعة وإلا ضدّهم، علاش ما يخلّيش الفيديو كيف ما هوّ باش ها الـ "حقيقة" توصل للعباد من غير رتوش؟
ثانيا: تركيب صوت الحذيفي على الفيديو نابع من كون الجّربوع اللي عمل المونتاج مالقى حتّى كذبة باش يقولها هوّ بصوتو، ولذلك اختار باش ينوّم المشاهدين بصوت "مألوف" عند المسلمين السنّة باش ما يقعد عندهم حتّى شكّ اللي الكلام اللي باش يتكتب في الـsous-titre صحيح بنسبة مئة بالمئة. (وهي بالمناسبة طريقة واسعة الرّواج على صفحات الدّعوذة وما شابهها)
ثالثا: بعد ما تمّ تخدير المُشاهد بالصّوت والصّورة يجي دور "الرّسالة" اللي حبّ " المُشرف" يوصّلها للـ "مخدوعين بالشّيعة من أهل السنّة" وهي أنّ هناك "تعاون شيعي-يهودي" (ضدّ السنّة) وأنّ الفيديو الأحول هذا هو خير دليل على هذا التّعاون.
أنا متأكّد اللي بعضكم (إذا موش أغلبكم) يعرفو الحاخام اللي يعنّق فيه نجاد في الفيديو، وحتّى إذا ما تعرفوش اسمو أكيد ريتوه قبل. لكن للأسف، ما نتصوّرش اللي الجّماعة اللي يتبّعو في صفحات البلاهة (وخاصّة اللي كتبو التّعاليق متع السبّان) عندهم أدنى فكرة على الحاخام هذا شكونو وشنوّة عمل في حياتو، إذ بالنّسبة لهؤلاء الجّهلة، يكفي أنّو "يهودي عامل ضفاير" باش يكون صهيوني والاّ اسرائيلي يكره العرب والمسلمين.
الحاخام هذاكة اسمو Dovid Weiss ، ناشط سلام وناطق رسمي باسم منظّمة ناتوراي كارتا المناهضة للصّهيونيّة، وهو معروف برفضه القاطع لقيام دولة اسرائيل، وقال بالحرف: "راهو محرّم علينا باش تكون عندنا دولة، حتّى كيف تكون في أرض مقطوعة ومافيها حتّى بشر". المناسبة اللي زار فيها إيران واللي تصوّر فيها الفيديو هي المؤتمر العالمي لمراجعة الرّؤية حول الهولوكوست واللي صار في طهران نهار 11 ديسمبر 2006 وأثار استنكار الأمم المتّحدة و عديد الأطراف الأخرى اللي تساند في الكيان الصّهيونيّ بما فيها "اسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكيّة.
معناها شوف كيفاش، فيديو يخرّجوه من السّياق متاعو ويفوّحوه بشويّة بهارات "دينيّة" لا لشيء إلاّ باش يمرّرو خطاب عنصري ماعندو كان خلفيّة وحدة وهدف واحد هو اشاعة مزيد من الكراهيّة بين البشر باختلاف توجّهاتهم الدّينيّة. الفيديو (المفبرك) ما يخدم بحتّى طريقة لا القضيّة الفلسطينيّة ولا السّلام ولا حتّى حقّ البشر في معلومة صحيحة خالية من المغالطات المسمومة.
وبالله نحب نستغل الفرصة هاذي باش نشجّع النّاس اللي ما يعرفوش الفرق بين اليهوديّة كدين سماوي والصّهيونيّة كحركة عنصريّة دمويّة باش يحلّو الكتاب ويشوفو الفرق. الجّهل ماهوش عيب راهو، العيب الكبير هو أنّك تستغلّ جهل العباد بالحقيقة ببعضهم باش تكرّههم في بعضهم من غير ما يعرفو بعضهم، خاصّة وقت اللي تبدا عندك صفحة فيها آلاف المراهقين اللي ثقافتهم تنحصر بين أغاني الفيراج وفيديوات الفايسبوك.
وقبل ما نختم، نحبّ نزيد نثبتلكم التّناقض الصّارخ اللي نلقاوه في صفحات البلاهة:
تتفكّرو ماهو وقت اللي حكينا كيفاش هاك الهوايش ينشرو في سلسلة القادمون (اللي عاملينها زوز شيعيّين يعيشو في أمريكا) وفي نفس الصّفحة يسبّو في الشّيعة؟ هيّا شوفو الفيديو هذا مالا واللي نشروه نفس القمل خاطر كلام نفس الحاخام Dovid Weiss اللي فيه يتماشى مع أهوائهم. وقت اللي يعجبهم كلامو يحطّو صوتو كيف ماهو، ووقت اللي يحبّو يشوّهو نجاد يعدّيو الحاخام كمجرّد "يهودي" ما لازمكش تكون عندك بيه حتّى علاقة خاطرو قاعد يتآمر مع الشّيعة عليك انت كسنّي "ما كيفك حدّ".
0 تعليقات:
إرسال تعليق