قد يتساءل بعضنا: كيف يمكن لكيان لقيط مثل اسرائيل، لم يمض على تأسيسه سوى 62 عاما، أن يحصل على ذلك الكمّ الهائل من التّعاليق المساندة في المواقع الإخباريّة العالميّة؟ كيف يمكن لدولة تمارس إرهابا معلـَنا أن تمرّ من موقع الجّلاّد إلى دور الضحيّة؟ كيف يمكن لإسرائيل أن تضلّل كلّ أولئك المثقّفين الغربيّين وتكسب تعاطفهم؟
خامرت كلّ هذه الأسئلة أذهان بعض مطوّري المواقع الالكترونيّة و برمجيّات الكومبيوتر في إسرائيل خلال السّنوات الأخيرة وخاصّة إبّان اندلاع الحرب مع حزب الله اللبناني في جويلية 2006. أدرك هؤلاء أنّه من السّهل - مع انتشار الحواسيب وشبكة الانترنات - التحكّم بما ينشر على الشّبكة وحتّى تغييره أو حذفه بما يتماشى مع مصلحة الكيان الصّهيوني وصورته لدى الرّأي العام العالمي.
مرّت أولى الأفكار إلى مرحلة التّطبيق في نفس السّنة (2006) ليتمّ انشاء منظومة ميغافون الأولى من نوعها في العالم، وهي برمجيّة تعمل على سطح المكتب في أجهزة ويندووز وتمكّن مستعملها من الاطّلاع على أيّ موقع ينشر استطلاعا للأراء حول اسرائيل. هذه البرمجيّة تقوم بالتّصويت آليّا لفائدة الكيان حالما يقوم المستعمل بالنّقر على النّافذة كما تبيّن الصّورة، وقد تمّ انشاؤها من قبل منظّمة GIYUS (أعطوا لإسرائيل دعمكم المتّحد) وقام بتوزيعها كلّ من الإتّحاد العالمي للطّلبة اليهود، المجلس اليهودي العالمي، الوكالة اليهوديّة من أجل اسرائيل، المنظّمة الصّهيونيّة العالميّة، الحسبارا وغيرها من منظّمات العلاقات العامّة المساندة لإسرائيل.
دور هذه المنظومة لم يقتصر طبعا على التّصويت في بعض استطلاعات الآرء، وانّما تجاوز ذلك بكثير ليقوم مستعملو الميغافون باغراق عديد المواقع بالتّعليقات على طريقة السّبام وتحويل مسار النّقاشات في المنتديات، وهو ما بدأ بجلب الإنتقادات لمطوّري البرمجيّة. وعندما لا يجد المستعملون أيّ طريقة لكتابة التّعاليق أو التّصويت، يقومون بكلّ بساطة بالابلاغ عن المقال أو الصّفحة التي لا تروقهم حتّى تختفي نهائيّا. وهو ما يفسّر حذف مئات الصّفحات المساندة للقضيّة الفلسطينيّة أو النّافية لمحرقة الهولوكوست على موقع فايسبوك مثلا.
الميغافون ليس سلاح الإسرائيليّين الوحيد في هذه الحرب الالكترونيّة، فقد قاموا أيضا بانشاء موقع JIDF (قوّات الدّفاع الإسرائيليّة على الانترنات). دور هذا الموقع لا يقتصر على دعم اسرائيل بل يتعدّى ذلك لشتم الفلسطينيّين ونعت المسلمين بالارهابيّين وتشويه صورة حركات المقاومة الاسلاميّة وطبعا الإبلاغ عن الصّفحات التي تقوم شركتا غوغل وفايسبوك باستضافتها حتّى تقوم هاتان الشّركتان باغلاق تلك الصّفحات بنفسهما على حدّ تعبير أصحاب الموقع.
هذان السّلاحان ليسا سوى قطرة في بحر التّرسانة المعلوماتيّة التي تديرها إسرائيل كمحاولة منها لتجميل وجهها البشع والظّهور بمظهر الضّحيّة التي تدافع عن نفسها من مقاومة تسمّيها ارهابا، فمتى ينهض مناصرو القضيّة الفلسطينيّة من سباتهم ليردّوا الفعل حتّى افتراضيّا؟
3 تعليقات:
من هذه الأسلحة التحكم في محتوى wikipedia
http://www.facebook.com/video/video.php?v=114691495252572&ref=mf
مهما فعلو فان كلمة الله هي الاعلى
فمتى ينهض مناصرو القضيّة الفلسطينيّة من سباتهم ليردّوا الفعل حتّى افتراضيّا؟?????????????????!!!!!!!!!!!!!!
إرسال تعليق