2011-06-13

حديث في العمق بما أمكن


قبل الرابع عشر من جانفي وبعده لم تتحرك المسؤسسة العسكرية ببلادنا لحماية البلاد وعبادها من التنكيل الذي تعرض له البشر والحجر.. وتذكّروا الوقت الذي أخذته عمليّة القمع لاحتجاح الناس بتالة .. كان انتشار أبناءنا من الجنود محايدا الى حدّ مستفز ولن أبالغ إن قلت أننا كنا نتفهم ذلك في وقت لم تكن آلة القتل فيها معلومة ولم  نكن لنرضى أن تقع مواجهة شاملة مع أعوان الأمن الداخلي الذين ثبت براءة أغلبهم لأن القتلة الذين يريدون أن نعتقد أنهم كالعنقاء والغول ليس لهم وجود ضيقوا دائرة تحركهم تماما كما عملوا في السريّة ليحموا أنفسهم عند الفشل وليغيروا مخططاتهم متى  أرادوا . 

بعد أشهر وعلى مربع من قوّات الجيش وفي حالة طوارئ مستمرة بالبلاد يقتل الناس المدنيون من مدنيين مثلهم تحت الأرجل وبالطعنات، ويصيح القاتل جوابا للعسكري الذي آذن بالموت "الطحان مزال يتنفس" .. ما من طلقة في الهواء لحماية جثتي القتيلين قد تكون أيها العسكري غير ملوم لأنك لم تلقى الدربة لحماية المواطنين من بعضهم، ولكن أين فطرة النخوة لتخيفوا على الأقل الجبناء المتكتلين بإطلاق أعيرة في الهواء فلا يصرع هابيل مرة أخرى على يد قابيل !  قال رشيد عمار وقد كرّم ثالوث الحكم وجهه بادارة الجيوش الثلاثة "سنحمي الثورة" أو لعله قال سنكتفي بدور الملاحظ .. تذكرون مثلي  تبادل اطلاق النار الكثيف بعد 14 جانفي وكنا نعتقد أن تلك البطولة ينسج حكاياها الجنود وقد استشهد بعضهم يا لهفي وقد آذن السبسي بوهم القنّاصة وسكت قائد الجيوش الثلاثة وقد باشر أمن البلاد لخمسة أشهر كاملة فأسقط بيدي الشعب.. أي بطولة قاسية تلك لمؤسسة عسكرية لم تمنع قتل المئات في الشوارع وداخل بيوتهم وحتى بالسجون .. ولم تمنع حرق المعامل ولا المؤسسات التجارية بأكثر شوارع البلاد تدجينا "شارع الحبيب بورقيبة" فعلى من ألقيتم القبض أيام حظر الجولان وتمشيطكم البلاد يومها على من قبضتم؟

 إذن بغير تحامل،  بطولتك يا جيش بلادي إقتصرت على  العمل السلبي: الإمتناع عن القتل. ونحن نقدّر لك  ذلك على كل حال ما دام السبسي يطلب منا أن نتفهم نعيم مروقنا من سناريو ليبيا واليمن.. حسن لعله يضيف لنا في حديثه القادم أن نصلّي صلاة الشكر لنجاتنا من سناريو شبيه بما يحصل في سوريا، ولعل هذا المدعو بالباجي يتلطف علينا بأن يعزّنا في الخطاب حتى ينصرف غير مأسوف عليه. أقول و أنا أتحدّث عن قيادات الجيش لأن أفراد الجيش لا دخل لهم في اتخاذ القرار: أنا لا أفهمكم! يوم اندلعت أحداث الشغب وسط العاصمة وكان محدثوا الشغب مسلحين بالحجارة والعصي، لم تتحرك مجنزرة احدة لتسد منفذ أي مغازة وتركت المحلات لتنهب على مرمى حجر من قوات الجيش وأستقر على السؤال بالرغم من إيحاء بعضهم لي بأنه "ليس للجيش تقاليد في حماية الأملاك".. وقد شاهدت ما يخالف ذلك من جندي قام يوم 14 جانفي من حماية عدة فرع بنوك بحيّنا ومغازة كبرى من النهب والحرق ببعض الكلمات قالها من خلال بوق لتسمعه عصابة من المئات ..

لا أفهم لماذا يقع التوصّل لحماية المقر الإجتماعي لبنك الزيتونة - وليس لدي  إعتراض على الفكرة - ولا يقع في الآن نفسه احباط فرار ثمانية آلاف سجين من مؤسستين سجنيتين يسهل التحكم في منافذها رغم تأكيد وزارتي الدفاع والداخلية مضافرتهما للجهود.. تبدأ المناوشات العروشية في المتلوي منذ أواسط شهر مارس كل يجاب عند التظلم بعدم وجود تعليمات و لا تقارير أمنية للحفاظ على النظام العام، فقد بان أن النظام العام لا يراد الا بوجود سادة للبلاد يحكمون في الناس بداية من رئيس الجمهورية و نهاية لقوّاد الشعبة. أما اليوم فالتقارير معلّقة ولن تسقط حكومة اللاتوافق لا بهروب  آلاف مساجين الحق العام المدانين لجرائم خطيرة ولا لتمسكها بوزير داخلية ينتمي لديوان أسوأ وزراء الداخلية الذين عرفتهم البلاد. يلقى القبض على السيد سمير الفرياني لأجل موقف مبدئي بتهم خطيرة حسب ذكر زوجته ويفعّل القضاء العسكري الاستثنائي بشكل تعسفي وغامض، والحال أن أشد ما يخشى على المدنيين أن يحرموا من ضمانات القضاء العدلي المدني والصفة المدنية للضابط المذكور تظل قائمة رغم صفته كعون بقوات الأمن الداخلي..  ولا نفهم أيهما أخطر على أمن البلاد: تصريحات الفرياني بتطهير الداخليّه التي يعلم الصغير قبل الكبير في بلادنا حجم الفساد فيها، أو زعزعة استقرارها الأمني بحملات الاعتداء على الأملاك الخاصة و العامة والوهن الفاضح في تعقب الفساد المالي لتقديم الضمانات الكافية لرؤوس الأموال الأجنبية للحلول ببلادنا؟ وانظروا مرتبة بلادنا في هذا المجال كم هي مخزية! أما القول بأن السيد الفرياني يهدد أمن البلاد فدعوني أدخل للحسينية ...

قدّموا لنا أجوبة عن أسباب الفراغ الأمني قبل وبعد  14 جانفي! أين الأفراد المسلحون مهما كان تنظيمهم الذين ألقي عليهم القبض من وحدات الجيش والحرس الوطني وهو ما أقر به محمد الغنوشي صراحة ؟ كيف تم تهريب أحد عشر ألف مسجون ؟ وكيف هرب  ثمانية آلاف منهم مع وزير هيبة الدولة ؟ من قتل الشهداء ؟ من ينظم حملات الترويع المتواترة ؟ ومن يستهدف محبّي البلاد بسلاح القضاء الإستثنائي؟ من جلب لنا السبسي؟ ومن يبقي على المبزع ؟ ومن يعتقد بحمق أنه وبعد تكشف حجم الفساد والسرقة لأموال هذا الوطن ما علمه الصومالي قبل الأمريكي ممن باشروا الحكم لثلاثين عاما الماضية أنه ظل بالبلاد أمن وسمعة يخشى عليهما من الفرياني و أمثاله؟ أيها الأعوان الذين ألقيتم القبض على القناصة نرجوكم أن تخرجوا عن صمتكم وتباشروا واجبكم الوطني بحماية البلاد بالشهادة. أيها  الأعوان الذين عملتم لحفظ النظام أيام الثورة ففوجئتم بزميل مباشر معكم يستهدف المواطنيين بأعيرة ناريّة، بربكم قدّموا إفادتكم! كونوا بناة لتونس الكرامة! فأنتم نحن والا استعبدنا الطغاة بأسماء جديدة و منحنا تونس ليتبول على شرفها الصعاليك مجدّدا! أيّها الشهود لا تصمتوا على ما عاينتم! أحيوا تونس أو ليكن الله حسبنا فيكم إذا لم  تفعلوا .

Guygoz

3 تعليقات:

تعليق marwen ...

برافو حديث في العمق واملي كل الامل ان يخرج الشرفاء عن صمتهم وينيرو الرأي العام لكي تلتزم المرتزقه الصمت

14 يونيو 2011 في 1:37 م

تعليق CHAKIB ...

JE VOUS TROUVE PLUS SUR FACEBOOK POURQUOI

YE MTANWCHA ME HYHEZZEK RI7

14 يونيو 2011 في 10:33 م

تعليق غير معرف ...

ya mtanwsha winekkk 3alfb 3andi 7a9aye9 jdida w 5tira 3ala las3ed othmen etho3ben w n7ebek tshoufhom et merci d'avance

17 يونيو 2011 في 1:26 ص

إرسال تعليق