مجالس و مظاهرات و اعتصامات و الشعار حماية الثورة. و هذا الإجماع على وجود أعداء الثورة و وجوب الدفاع عنها يوحي بوجود الكثير من الثوريين التونسيين، و ذلك بدءًا من الذي ناضل عقودا ضد الاستبداد، و وصولا إلى من تعشى مرقة يوم 13 جانفي و أفاق يوم غد و هو ينادي بشي غيفارا. إن الثوري لم يقلب نظاما ديكتاتورياً ليضع مكانه نظاما ديكتاتورياً آخر، و هو لا يخشى الديمقراطية أو حكم الأغلبية أو حتى طيارة فكرياً. فهل هذا هو حالنا؟
الحمد لله أن مقصلة الثورة الفرنسية لم تتحصل على الرخصة في تونس. و لكن بدل تطاير الرؤوس نرى براعةً في رياضة وطنية جديدة و هي كيل التهم و حبك الاشاعات. شريط وراء شريط و مقالات تدعي العلم المُطلق و الفهم الخارق، و أعيب على بعض الحمقى الذين يديرون صفحات فاسبوكية "مستنيرة". أما عن الصحفيين الحقيقيين، لنكن طيبين.
كيف لصحفي كانت الصحافة آخر خيراته في ورقتي التوجيه، و كان يكتب منذ 3 أشهر عن تسريحة شعر ديفيد بيكهام أن يتحول إلى صحفي كفء؟ إن الثوري لا يقصي، بل هو مستعد لكي يكون معارضا أضحى أوجدته الانتخابات في تقى الوضعية. و لكن الأسهل هو نعت الاسلامي بالإرهابي و العلماني بالكافر اليهودي و الشيوعي بالديناصور (و ليس بمعنى القوة بقدر الإنقراض). هذه نصيحة لكل من أراد أن يكون حزبا دون مشاكل : احلق اللحية و الشوارب، و سم حزبك إسما لا يدل على أي إنتماء مثل " التقدم الثوري و العدالة و الديمقراطية من أجل الوطن".
الكثير لا يهتم بالمحتوى و القيم و البرامج بقدر الشكل و الأسماء، و كما يقول كونفوشيوس :" عندما يشير الحكيم إلى القمر، لا يرى الأحمق سوى الاصبع". الشيوعيون الفرنسيون مع السوق الحرة، و الحزب الحاكم في ألمانيا هو "المسيحيّون الديمقراطيون"، و كل البلدان اللاتينيّة العلمانيّة تدفع راتب الاسقف و تستثمر في التعليم الديني. و لكن لا تغرنكم المظاهر: الشيوعي التونسي يريد دولة سوفيتية، و الإسلامي التونسي يريد خلافة عباسية، و العلماني التونسي يريد تحويل المساجد إلى علب ليلية.
شادي الرّياحي
1 تعليقات:
On va te coller l'étiquette RCD si tu n'est pas d'accord avec tous ceux dont tu as cité le nom.
On doit être RCD iste pour être avec tous le monde comme le 8/11/1987 pour les plus jeunes "YAHYA comment il s'appelle déjà"
Je prédit un avenir démocratique riche en TUNISIE.
Un idiot
إرسال تعليق