2011-04-09

هل نحن ثوريّون؟


مجالس و مظاهرات و اعتصامات و الشعار حماية الثورة. و هذا الإجماع على وجود أعداء الثورة و وجوب الدفاع عنها يوحي بوجود الكثير من الثوريين التونسيين، و ذلك بدءًا من الذي ناضل عقودا ضد الاستبداد، و وصولا إلى من تعشى مرقة يوم 13 جانفي و أفاق يوم غد و هو ينادي بشي غيفارا. إن الثوري لم يقلب نظاما ديكتاتورياً ليضع مكانه نظاما ديكتاتورياً آخر، و هو لا يخشى الديمقراطية أو حكم الأغلبية أو حتى طيارة فكرياً. فهل هذا هو حالنا؟

الحمد لله أن مقصلة الثورة الفرنسية لم تتحصل على الرخصة في تونس. و لكن بدل تطاير الرؤوس نرى براعةً في رياضة وطنية جديدة و هي كيل التهم و حبك الاشاعات. شريط وراء شريط و مقالات تدعي العلم المُطلق و الفهم الخارق، و أعيب على بعض الحمقى الذين يديرون صفحات فاسبوكية "مستنيرة". أما عن الصحفيين الحقيقيين، لنكن طيبين.

كيف لصحفي كانت الصحافة آخر خيراته في ورقتي التوجيه، و كان يكتب منذ 3 أشهر عن تسريحة شعر ديفيد بيكهام أن يتحول إلى صحفي كفء؟ إن الثوري لا يقصي، بل هو مستعد لكي يكون معارضا أضحى أوجدته الانتخابات في تقى الوضعية. و لكن الأسهل هو نعت الاسلامي بالإرهابي و العلماني بالكافر اليهودي و الشيوعي بالديناصور (و ليس بمعنى القوة بقدر الإنقراض). هذه نصيحة لكل من أراد أن يكون حزبا دون مشاكل : احلق اللحية و الشوارب، و سم حزبك إسما لا يدل على أي إنتماء مثل " التقدم الثوري و العدالة و الديمقراطية من أجل الوطن". 

الكثير لا يهتم بالمحتوى و القيم و البرامج بقدر الشكل و الأسماء، و كما يقول كونفوشيوس :" عندما يشير الحكيم إلى القمر، لا يرى الأحمق سوى الاصبع". الشيوعيون الفرنسيون مع السوق الحرة، و الحزب الحاكم في ألمانيا هو "المسيحيّون الديمقراطيون"، و كل البلدان اللاتينيّة العلمانيّة تدفع راتب الاسقف و تستثمر في التعليم الديني. و لكن لا تغرنكم المظاهر: الشيوعي التونسي يريد دولة سوفيتية، و الإسلامي التونسي يريد خلافة عباسية، و العلماني التونسي يريد تحويل المساجد إلى علب ليلية. 

شادي الرّياحي

1 تعليقات:

تعليق غير معرف ...

On va te coller l'étiquette RCD si tu n'est pas d'accord avec tous ceux dont tu as cité le nom.
On doit être RCD iste pour être avec tous le monde comme le 8/11/1987 pour les plus jeunes "YAHYA comment il s'appelle déjà"
Je prédit un avenir démocratique riche en TUNISIE.
Un idiot

9 أبريل 2011 في 8:24 م

إرسال تعليق