2011-03-09

أمّ ألمانيّة "تحرق" بابنتها من تونس إلى إيطاليا

تينا روثكام وابنتها أميرة - ياسمين

المتنوشة - تونس 

فوجئ أعوان حرس السّواحل في الضفّة الإيطاليّة من البحر الأبيض المتوسّط عندما وصلت امرأة شقراء على متن أحد زوارق "الحرّاقة" والتي كانت تقلّ عددًا من المهاجرين غير الشّرعيّين من تونس أوّل أمس الإثنين.

تعود بداية هذه القصّة إلى سنة 2000، عندما ارتبطت الألمانيّة "تينا روثكام" بأحد التّونسيّين خلال عطلة كانت تقضيها في تونس. أثمر الزّواج ابنة واحدة لكنّه انتهى بالطّلاق ليؤدّي إلى صراع حول حضانة الطّفلة و رحلة هروب في زورق مكتظّ بالـ"حرّاقة". رحلة كان يمكن لها أن تنتهي بمأساة لـ"تينا" وابنتها "أميرة - ياسمين" ذات التّسع سنوات، ولكنّها كانت "ضروريّة لتخليص الطّفلة من براثن والدها" حسب تصريح الأمّ لقناة آي آر دي الألمانيّة. 

وفي ندوة صحفيّة مقتضبة بأحد النّزل بجزيرة "لامبيدوزا" الإيطاليّة، قالت تينا ذات الـ39 ربيعا أنّها "بكت من شدّة الفرح حين وقعت عيناها على الأضواء الكاشفة لحرس السّواحل الإيطالي". 

وحاولت المطلّقة الألمانيّة لسنوات استرجاع ابنتها بالطّرق الشرعيّة دون جدوى. وفعل طليقها - الذي يحظى بعلاقات مع مسؤولين في النّظام السّابق - المستحيل لإبقاء الطّفلة في تونس رغم انتهاء إجراءات الطّلاق و حصول "تينا" على حضانة الطّفلة منذ قرابة السّنة. 

وقالت "تينا" أنّها في كلّ مرّة كانت تحاول إخراج ابنتها من تونس، كان طليقها يتّصل بضبّاط من الدّيوانة والشّرطة ويضغط عليهم لمنعهما من السّفر خارج البلاد، ووصل الأمر إلى حجز جواز السّفر التونسي للطّفلة "أميرة - ياسمين" في آخر محاولة علم بها الطّليق التّونسي.

كما فكّرت تينا في الهرب عبر ليبيا، لكن التطوّر الأخير في الأوضاع الأمنيّة هناك جعلها تتراجع عن الفكرة لخطورتها. وفي آخر استشارة من محامييها أخبروها أنّه لم يبق أيّ طريق قانوني لمغادرة البلاد.

وفي الليلة الفاصلة بين السّبت 5 والأحد 6 مارس 2011، توجّهت "تينا" إلى جزيرة جربة حيث دفعت مبلغ 2000 يورو (قرابة 4000 دينار تونسي) مقابل مكانَيْن في أحد القوارب المتّجهة صوب جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة. وقضت الأمّ الألمانيّة وابنتها الليلة في القارب المعدّ في الأصل لصيد الأسماك قبل أن تنطلق رحلتهما التي دامت 20 ساعة بين 100 مهاجر غير شرعيّ وبكمّية قليلة جدّا من الطّعام. وقالت تينا لمراسل قناة آي آر دي "لم يبق لي أيّ خيار آخر .. كان أملي الوحيد آنذاك ألاّ يزيد الطّقس سوءًا".

وحال وصولها إلى الأراضي الإيطاليّة، استظهرت تينا بجوازي سفر ألمانيّين ليتمّ نقلها وابنتها إلى أحد النّزل بجزيرة "لامبيدوزا" ثمّ إلى العاصمة الإيطاليّة روما، ومن هناك إلى مدينة دوسيلدورف الألمانيّة حيث كان زوج تينا الجّديد (ألماني الجنسيّة) وابنهما ذو السّنة الواحدة في انتظارهما.

وأكّدت تينا أنّها لا ترغب في العودة إلى "بلد يعمّه الفساد ويضطرّ المرء إلى مغادرته على قارب صيد"، ولكنّها قالت أنّ ابنتها عندما تكبر في السنّ ستكون حرّة في قرارها إن هي رغبت في الرّجوع إلى تونس. 
   

0 تعليقات:

إرسال تعليق