المتنوشة - تونس -
فتح معمّر القذافي - بكلمته التي وجّهها إلى الشعب التونسي يوم السبت الفارط - على نفسه موجة عارمة من ردود الأفعال على الموقع الإجتماعي "فايسبوك".
وكان القذافي قد توجّه عبر التلفزيون الليبي بكلمة إلى الشعب التونسي أبدى فيها "استغرابه" من الثورة التونسيّة وأكّد على أنّ التونسيّين "لن يجدوا رئيسا مثل بن علي" وأنّه كان عليهم تنصيبه قائدا لتونس مدى الحياة.
ولم ينتظر التّونسيّون الناشطون على الشبكة الإجتماعيّة "فايسبوك" كثيرًا قبل أن يردّوا على "العقيد"، فبعد انتهاء كلمته التي بثها أيضا تلفزيون العربيّة وتناقلتها صفحات الفايسبوك، أسرع مئات الآلاف من الشبّان التونسيّين إلى حواسيبهم ليردّوا على القذافي، كلّ على طريقته.
أحد الشبّان اعتبر الكلمة "ترجمة واضحة لخوف القذافي من أن يصدّر التونسيّون ثورتهم لليبيا"، وأكّد على أنّه ليس الزعيم العربي الوحيد الذي سعى لوأد انتفاضة التونسيّين منذ يومها الأوّل، مُذكّرا بفتح القذافي للحدود بين الشقيقتين تونس وليبيا والدّعوة إلى "معاملة التونسيّين مثل الليبيّين تمامًا" إثر اندلاع أحداث سيدي بوزيد التي انتقلت إلى بقيّة ولايات تونس.
وقالت إحدى الطالبات في تعليقها أنّ "الأنظمة الديكتاتوريّة العربيّة تستمدّ بقاءها من دعمها لبعضها البعض"، وأضافت أنّ سقوط بن علي يمثــّل خطرا كبيرا على بقيّة الأنظمة العربيّة التي وصفتها بالـ"إستبداديّة"، فالثورة التونسيّة - حسب إعتقادها - "فتحت أعين وقلوب بقيّة الشّعوب العربيّة التي تتوق للحريّة منذ عقود عديدة".
وكانت أغلب التّعليقات على كلمة القذافي التي تمّ تنزيلها وتقاسمها على موقع فايسبوك مليئة بالسّخرية واستهدفت القذافي بصفة مباشرة. فقد كتب أحد المعلّقين أنّ القذافي في حاجة ملحّة لتصفيف شعره قبل أن يتكلّم وأنّ ظهوره على قنوات فضائيّة بذلك الشكل "عيب" ويسيء إلى صورة الليبيّين في الخارج، ونصحه بزيارة "ليلى الحلاّقة" في أقرب فرصة، في إشارة منه لزوجة الرئيس المخلوع بن علي.
وقال آخر أنّ الثّورة التونسيّة ستسبّب "عقدة" للـ"عقيد"، ونصحه بالإتصال بوزيرة الخارجيّة الأمريكيّة هيلاري كلينتون حتّى تحجز له مكانا في مدينة جدّة السّعوديّة قبل أن تمتلئ بزعماء عرب آخرين ويضطرّ لنصب خيمته في الصّحراء.
وكانت الرّدود الأخرى أكثر طرافة وابتكارا، فقد اختار الكثير من التونسيّين تعديل صور القذافي الموجودة على الانترنات ببرمجيّة فوتوشوب حتـّى تبدو مضحكة، وفي هذا السّياق يقول صاحب إحدى هذه الصّور المعدّلة: "في أغلب الحالات لا أحتاج إلى أيّة تعديلات لصور القذافي، إنّه شخص مضحك أساسًـا". كما اختار أحد الشبّان أن يتوجّه إلى العقيد بمجموعة رسائل فيديو وضع فيها باروكة شعثاء ونظارات شمسيّة كبيرة واختار لرسائله عنوان "شن تبـّي يا القذافي؟" (ماذا تريد يا قذافي؟ -باللهجة الليبيّة)، وتوجّه إليه في إحدى هذه الرسائل بهجاء حادّ .
ويصرّ جلّ التـّونسيّين في موقع فايسبوك على أنّ ردّات فعلهم موجّهة إلى القذافي دون سواه، مؤكّدين على تعاطفهم مع أشقائهم الليبيّين الذين "ابتلاهم الله بزعيم أحمق و مجنون"، حسب تعبيرهم، ومعلنين استعدادهم للوقوف مع الشّعب الليبي حتـّى يتخلّص منه كما تخلّصت تونس من بن علي.
وحسب ما أورده عدد من الصّحف المواقع الإلكترونيّة، كان للقذافي دور هامّ في تهريب بن علي من تونس إلى مالطة بإرساله مروحيّات عسكريّة ليبيّة لمرافقة الطائرة الرئاسيّة التونسيّة. كما ذكرت صحيفة القدس العربي أنّ كلمة القذافي للتونسيّين جاءت بإيعاز من الرئيس التونسي المخلوع في اتصال هاتفيّ، ويبدو أنّ كلمة العقيد قد قضت على كلّ آمال بن علي في العودة إلى تونس.
0 تعليقات:
إرسال تعليق