2011-01-06

الحركة الاحتجاجية تتواصل في تونس والشرطة توقف المدونين والمغنيين

فرنسا 24 ومونتي كارلو الدّوليّة - 

وسط تظاهرات الشارع واضراب المحامين ومحاولات الانتحار وتوقيف مدونين على الانترنت، تواصلت حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل ثلاثة اسابيع في سيدي بوزيد (وسط غربي)، الخميس في تونس رغم اجراءات التهدئة الحكومية.

ففي سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة) شل الاضراب اغلب المدارس الثانوية والاعدادية في هذه المدينة غداة دفن جثمان محمد البوعزيزي، على ما افاد علي الزارعي المسؤول النقابي المحلي وكالة فرانس برس.

وكان البوعزيزي (26 عاما) اضرم النار في جسده امام مقر الولاية (المحافظة) في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 احتجاجا على مصادرة بضاعته من قبل عناصر الشرطة البلدية. واصبح منذ ذلك التاريخ رمز حركة احتجاج تشهدها تونس ضد البطالة والعوز خصوصا بين خريجي الجامعات الشباب.

وفي جبنيانة (300 كلم جنوب شرقي العاصمة) التابعة لولاية صفاقس، فرقت الشرطة تظاهرة لتلاميذ معهد ثانوي كما فرقت تظاهرات اشد عنفا في مدينة تالة (غرب) حيث اشير الى توقيف متظاهرين مساء الاربعاء.

وشهدت مدينة الشابة على الساحل الشرقي حالة انتحار جديدة هي الثالثة منذ انطلاق الاضطرابات. فقد عثر على محمد سليمان (52 عاما) وهو عامل بناء ووالد اربعة اطفال، اثنان منهم من اصحاب الشهادات الجامعية وعاطلان عن العمل، ميتا منتحرا شنقا.

وكان الرجل المصاب بقصور كلوي فقد الامل في الحصول على مساعدة للعلاج ولاعالة اسرته.

وفي بلدة الرقاب هدد شاب عاطل عن العمل بالانتحار بالتيار الكهربائي بعد ان صعد الى عمود كهرباء للتنديد بالفساد وعدم تكافؤ الفرص في العمل اما في مدينة المتلوي المنجمية التي كانت شهدت اضطرابات اجتماعية في 2008، فقد اضرم عاطل عن العمل النار في جسده وتم نقله الى المستشفى.

وبذلك ارتفع عدد القتلى منذ 17 كانون الاول/ديسمبر الى خمسة، هم ثلاث حالات انتحار وقتيلان برصاص قوى الامن.

ونفذ آلاف المحامين التونسيين الخميس اضرابا واسعا عن العمل في كافة المحاكم التونسية وذلك احتجاجا على قمع تظاهرة لهم في 31 كانون الاول/ديسمبر تضامنا مع اهالي سيدي بوزيد، على ما افاد عميد المحامين عبد الرزاق الكيلاني.

وقال الكيلاني لوكالة فرانس برس "لقد استجاب لدعوة الاضراب 95 بالمئة من المحامين في مجمل المحاكم".

وفي 31 كانون الاول/ديسمبر ندد المجلس الوطني لعمادة المحامين ب"الاستخدام غير المسبوق" للقوة "لاسكات المحامين"، واكد ان المحامين "مصممون على الدفاع عن حرية التعبير" و"حق سكان سيدي بوزيد وباقي الجهات المحرومة في العمل والكرامة".

وعارض محامون اعضاء في حزب التجمع الدستوري الديموقراطي (الحاكم) الاضراب واعتبروا انه "اضراب سياسي" ضد النظام.

من جهة اخرى اوقفت الشرطة التونسية الخميس مغني راب وناشطين مدونين غداة هجمات لروّاد انترنت متضامنين مع حركة الاحتجاج الاجتماعي. 

وجاءت هذه الهجمات استجابة لدعوة نشرتها مجموعة "مجهولون" على شبكة الانترنت التي تقدم نفسها على انها مجموعة من رواد الانترنت تدافع عن حرية التعبير.

وتم توقيف حماده بن عمر (22 عاما) المعروف اكثر بلقب "الجنرال" في منزل اسرته بصفاقس ثاني اكبر المدن التونسية (جنوب)، بحسب شقيقه. وحمادة معروف اكثر بلقب "الجنرال" واشتهر باغنية راب عنوانها "رايس (رئيس) البلاد شعبك مات" بثت عبر الانترنت التي اصبحت مكانا مفضلا للتعبير عن الاحتجاج بالنسبة لالاف الشبان خصوصا على موقعي فايسبوك وتويتر.

كما تم توقيف سليم عمامو والعزيز عمامي وهما معارضان ناشطان جدا على الانترنت، الخميس بحسب ما قال الصحافي المعارض سفيان الشورابي لوكالة فرانس برس.

وفي باريس تجمع 200 شخص للتضامن مع حركة الاحتجاج في تونس كما سجل تجمعين اخرين في ليون وفرنسا جنوب فرنسا. كما شهدت جنيف تجمعا مماثلا ضم مئة شخص.

وقالت كرستين فاجيس المتحدثة المساعدة باسم الخارجية الفرنسية ان فرنسا تتابع عن كثب الوضع في تونس.

واوضحت "نواصل متابعة الوضع في تونس عن كثب ونامل ان تهدأ التوترات التي ليست في مصلحة احد. لا يعود لفرنسا او اي دولة اخرى، ان تقدم النصح لتونس في المجالين الاقتصادي والاجتماعي".

وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اتهم معارضيه بتوظيف التحركات الاجتماعية لغايات "التهويل والتحريض والتجني الاعلامي العدائي لتونس"، وذلك قبل ان يجري تحويرا وزاريا جزئيا وان يرصد 116,6 مليون يورو لتوفير فرص عمل علاوة على 7,8 ملايين يورو لايجاد فرص عمل في سيدي بوزيد.

0 تعليقات:

إرسال تعليق