2014-11-13

مدير مكتب الباجي قايد السبسي بوليس سياسي في عهد بن علي


يتذكّر مستعملو الشبكات الإجتماعيّة في عهد بن علي إسم "فراس قفرش" جيّدا، ومن لم يتذكّر هذا الإسم فهو لم ينسَ الأسماء المستعارة "بالسواك الحار" و "حمّة حمّتين" و "سميحة برّيري" وغيرها من الأسماء المستعارة التي كان يستعملها قفرش وزملاؤه على موقع فايسبوك لتشويه معارضي سيّده الهارب بن علي و نشر مقالات تطعن في شرفهم و وولائهم لتونس.


قبل أن يلتحق بالعالم الإفتراضي، كان فراس قفرش هذا رئيسا لمنظّمة طلبة التجمّع الدستوري الديمقراطي بكلّية الطب بسوسة، وكانت مهامّه الأساسية تتلخّص في كتابة التقارير البوليسيّة ضدّ الطّلبة الذين ينتقدون نظام بن علي ثمّ رفعها مباشرة إلى لجنة يترأّسها محمّد الغرياني وترتبط مباشرة بوزارة الداخلية. مصير هؤلاء الطلبة كان يتراوح بين الإعتقال و التعذيب و الطّرد من الدراسة.


في أواخر سنة 2008، وبعد الإنتشار الواسع الذي وجده موقعا "فايسبوك" و "بلوغر" في تونس، بدأ زبانية النظام ينتبهون إلى الخطر الذي بدأت تشكّله هذه المواقع على عورة سيّدهم فكان من اللازم أن ينقلوا خبرتهم في "الصبّة" و "القوادة" إلى العالم الإفتراضي، وكان لهم وجود في أهمّ ثلاث شبكات إجتماعيّة يزورها التونسيّون. فقد كانت أوّل خطوة هي إنشاء صفحة "زين العابدين بن علي" على الفايسبوك من قبل فراس قفرش و حميدة بن جمعة الّذين كانا يشرفان أيضا على هذه الصّفحة و ينشران "أقوال" سيّدهما المخلوع "الخالدة" و نظريّاته "الفذّة" حول حقوق الإنسان و الإسلام المعتدل. هذه الصّفحة و عشرات الصّفحات والمجموعات المتفرّعة عنها إختفت يوم 15 جانفي 2011.


أمّا على موقع "بلوغر" فقد أنشأ كلّ من حميدة بن جمعة و يامن العكّاري وفراس قفرش مدوّنات "تونسي وطني" و "ديانا ماغازين" و "هنا تونس" على التّوالي. ولم تكن وظيفة هذه المدوّنات محصورة في تلميع نظام بن علي و رسم تونس في عهده كجنّة حرّيات و حقوق إنسان، بل كان ثلاثتهم يشوّهون سمعة كلّ مدوّن ينتقد هذه الصّورة و يتّهمونه بالعمالة لأطراف أجنبية. مدوّنة هنا تونس قام قفرش أيضا بإخفائها بعد هروب سيّده وهي موجودة على هذا الرابط. كما كان ثلاثتهم وآخرون من "طلبة التجمّع" يمشّطون مواقع التواصل الإجتماعي على مدار السّاعة ويرسلون الرّوابط المسيئة لوليّ نعمتهم بن علي وعائلته مباشرة إلى إدارة حجب المواقع الإلكترونية في الوكالة التونسيّة للانترنت، أو ما كان يُعرف في ذلك الوقت بمصطلح "عمّار 404".


وتبقى أقذر العمليّات التي قام بها قفرش هي تلك التي أنجزها عندما كان الخناق يشتدّ على نظام بن علي، وأبرزها وشايته بالمدوّن والناشط السيبرني سفيان بلحاج المعروف باسم "حمّادي كالوتشا" سنة 2008. فقد قام قفرش بإرسال رسالة إلى بلحاج هدّده فيها بالوشاية به إلى وزارة الدّاخلية، وبعد أيّام قليلة تمّت قرصنة حساب بلحاج على فايسبوك والمجموعات المعارضة للنظام التي كان يشرف عليها. وفي فجر 6 جانفي 2011 تمّ إعتقال سفيان بلحاج ومدوّنين آخرين ووُجّهت إليهم تهمة "تخريب مواقع حكومية".  

وفي هذا التّقرير الموجز الذي صوّرته إحدى القنوات الفرنسيّة صبيحة فوز حزب نداء تونس في الإنتخابات التشريعيّة الأخيرة، نرى فراس قفرش جالسا في مكتبه بمقرّ الحزب بالعاصمة ونسمعه يمجّد نظام بن علي ويقول أنّه "لا يمكن لأحد أن ينكر أفضال هذا النّظام". ما نسي معدّو التقرير ذكره عن قفرش هو أنّه، بالإضافة إلى كونه أحد مستشاري مرشّح حزب نداء تونس للإنتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي، فهو أيضا مدير مكتبه ويلازمه كظلّه داخل المقرّ و خارجه وحتّى ساعات متأخّرة من الليل، بالإضافة إلى كونه رئيس مكتب الشباب بنفس الحزب.  




تذكّر كلّ ما قرأته في الأعلى و أنت في طريقك إلى مكتب الإقتراع يوم 23 نوفمبر القادم. إختيارك للسّبسي كرئيس للجمهوريّة يعني اختيارك للمحيطين به، وفراس قفرش ليس سوى واحد من آلاف الفضلات التي رسكلها هذا الحزب وسيقدّمها لاحقا لقصيري الذاكرة كـ"شباب فاعل يعمل من أجل ترسيخ التعدّدية والديمقراطية و حقوق الإنسان" ... وما أكثر قصيري الذاكرة في بلدي.

رمزي  
   
 ملاحظة: في حال عدم استجابة الفيديو المرافق، يمكنك مشاهدته على هذا الرابط

0 تعليقات:

إرسال تعليق