2011-05-01

السقوط الأخلاقي لرابطة حقوق الانسان


لا أحد ينكر الدّور الذي قامت به الرابطة التونسية لحقوق الانسان للدّفاع عن المضطهدين والمعذبين والمساجين السياسيين في تونس في العهدين البورقيبي والبنفسجي، إلا أنّ الشيء اللافت للنظر هو السقوط الايديولوجي والأخلاقي المكشوف لهذه الرابطة بعد ثورة 14 جانفي 2011.

فالمتتبع لبياناتها منذ ثورة الحريّة والكرامة يتفاجأ بمستوى الضبابية والعشوائية ونقص الدقة في تثبيت المعلومات والحوادث التي تتعرض لها وإستعمالها لفزاعة الإرهاب التي تفنن بن علي المخلوع في إستعمالها لتثبيت الديكتاتورية.

فبتاريخ 19 فيفري 2011 أتحفتنا الرابطة ببيان غريب وعجيب وهو بيان تنديد وشجب للجماعات الدينية المتعصبة والمتطرفة التي اغتالت القس البولوني بمنوبة في الوقت الذي يعرف فيه كل التونسيين أن ذلك عار عن الصحة.

ومن الغريب أنه لما تم القبض على المجرم وظهر أن الامر يتعلق بجريمة حق عام لها علاقة بالشذوذ الجنسي لم تكلف الرابطة نفسها بيانا توضيحيا أو إعتذار لمن وصفتهم زورا وبهتانا بالتطرف الديني في محاولة يائسة لترهيب المجتمع. 

يوم 24 أفريل أصدرت رابطة حقوق الانسان بيانا آخر يحمل نفس اللغة والمنطق الذي تعود عليه التونسيون منذ عهد بن علي البائد والذي لم يعد ينطلي على التونسيين مثل : 

"وقد وصل الأمر إلى حد الاعتداء على الحرمة الجسدية لبعض الفنانين مثل المخرج السينمائي النوري بوزيد أو تهديد بعض المربين في حياتهم."

ولو قامت الرابطة بالتثبت والتقصي الميداني لما ذكرت لعلمت يقينا أنها مجرد أكاذيب ودعايات مغرضة.

ونحن نتساءل هل أنّ مسرحية الاعتداء على النوري بوزيد التي أخرجتها إذاعة الطرابلسية موزاييك أف أم بدون شهود عيان ولا تتبعات عدلية كافية لاصدار بيان إستنكار وتنديد؟ ولواستشرتم أيّ طبيب أخصّائي في الكدمات والجروح سوف يؤكد لكم أن النوري بوزيد ( يفلــّم ) وأنه من المستحيل طبيا أن يتعرض لإعتداء بآلة حادة من الخلف أو من الامام دون أن تصاحب ذلك كدمات وخدوش مصاحبة على وجهه أو رأسه كما أكد لنا ذلك بروفيسور جراحة بالمستشفى العسكري. 

ومن التسرّع إصدار بيان باسم حقوق الانسان على مبدأ الظنّ والشبهة وهذا لا يليق برابطة محترمة لها تاريخ نضالي معروف. ومن ناحية أخرى هل تكفي شهادة كاذبة للمدعو سمير ساسي بأنه تعرض لإعتداء في مجلس حماية ثورة بنعروس من طرف متطرفيين لنبني عليها بيانا حقوقيا؟

ألم تلاحظوا معي أن إتهام حركة النهضة وحزب التحرير والسلفية الجهادية في نفس الوقت بهذا الاعتداء هو شيء مضحك ويؤكد شهادة الزور فمتى كان حزب التحرير أو السلفية الجهادية تعترف وتشارك في المجالس السياسية المدنية؟ أليس هذا ضحكاً على الذقون وإستبلاهًا للتونسيين؟

إن هذا البيان المنحاز والمنخرط في حملة صفراء لتونس يضع الزيت فوق النار ويهدد السلم الأهلي، وكان على رابطة حقوق الانسان أن تتريّث قبل الانخراط في هذه اللعبة المكشوفة. 

فنحن نقرأ عن عشرات الأخبار من هذا النوع كل يوم على الفضاء الافتراضي وحين نقوم بأبسط تدقيق نتبيّن أن ذلك محض كذب وإفتراء ويندرج في حملة منظمة لتسميم الاجواء.

وفي الأخير نرجو أن يتدارك عقلاء الرابطة هذه الزلات المكشوفة وينأوا بأنفسهم عن مثل هذه البيانات التي لا تختلف في شيء عمّا كان يكتبه سيّئ الذكر عبد العزيز الجريدي في جرائده الصفراء.

تونسي 66

10 تعليقات:

تعليق Al karawen ...

bien dit. Ceci dit, même son histoire sous ben Ali est plus que critiquable...

1 مايو 2011 في 10:57 م

تعليق غير معرف ...

Rien dans le communiqué de la LTDH n'est faux. Le cas du professeur de Bizerte est vérifié et les menaces de mort qu'il a reçues sont bien réelles. De plus, concernant le cas Nouri Bouzid, il existe des témoins oculaires, et le cas sera bientôt porté devant la justice. Pour ce qui en est de votre soit disant médecin-expert, lui avez vous précisé que Mr Bouzid portait un chapeau au moment des faits ?

2 مايو 2011 في 9:40 ص

تعليق غير معرف ...

le danger du terrorisme est alarmant en tunisie après révolution nous qui vivons en tunisie on voit des phénomènes de plus en plus alarmant dans nos cités nos mosqués nos lycées donc démentir s nos yeux et vous croire

2 مايو 2011 في 10:39 ص

تعليق غير معرف ...

inconnu@
tu ment et tu panique nouri bouzid est un grand menteur et il n'a pas le courage de porter devant la justice une affaire bidon

2 مايو 2011 في 5:51 م

تعليق غير معرف ...

a celui qui parle du terrorisme qui n'existe
que dans ses reves et cauchemars .

le professeur de bizerte est accusé de propos diffamatoires à l'encontre du prophète Mahomet et de son épouse Aïcha, plainte transmise à la justice par des parents d'eleves
et la justice suit son cours

2 مايو 2011 في 6:00 م

تعليق غير معرف ...

السلام عليكم:
ما ذهب إليه صاحب المقال عين الصواب، فالرابطة انتقائية في مواقفها بعد 14 جانفي، ولم تصدر موقفا واضحا من عدّة قضايا، مثل العنف الذي تفشى كممارسة اقصائية ضد بعض الأطراف السياسية، وافتقدت للحرفية والاستقلالية والحيادية التي كانت تميزها من قبل. فهل هذا من تداعيات الثورة على الرابطة أم أن في الأمر سرّا؟؟؟
محمد صالح الضاوي

2 مايو 2011 في 7:34 م

تعليق اشراق عمار ...

الكل غلى خطإ و انتم على صواب ... هكذا ... هل تجزمون أن ليس من حملة غريبة يقوم بها السلفيون و أمثالهم لنقد كل من ليس على رأيهم ... المعاناة غي المعهد و في الحافلة و في الشارع ... الفتاة عندنا لم تعد تشعر بالإطمئنان ... ثم :
ــ ألم يجب بعضهم المدينة العتيقة مهللا مكبرا ... معما كان السبب فلستم أوصياء على الأخلاق أو السلوكيات و هناك من هو مسؤول على ذلك
ــ ألم يدع أحد خطباء الجمعة من أعلى المنبر إلى التصويت إلى الإسلاميين رابطا ذلك بالإيمان ( موثق بالصوت و الصورة )
ــ ألم توضع في بعو الجامع القائمات و الانخراطات في النهضة يمر بها المصلي قبل الدخول إلى الصلاة (موثق بالصوت و اصورة )
ــ عل تعرفون أن بغض المصلين أصبحوا يتحاشون الذعاب إلى صلاة الجمعة حتى لا يجد نفسه في حرج أو مضايقة
ــ يتحدث بعض هؤلاء أنه في عهد المخلوع كانوا يستمعون إلى الإمام و هو يدعو لبن علي فيصمتون حتى تمر تلك اللحظات ثم يعودون إلى الصلاة
ــ هذا فضلا عن اصلاة في الشوارع و الحملات على الفنانين جهارا و على المواقع الاجتماعية
الحديث يظول و يتشعب و الأولى أن لا يلقي البعض حجرا على الناس و بيته من زجاج
لا تنزهوا أنفسكم أرجوكم ...

3 مايو 2011 في 10:04 م

تعليق غير معرف ...

إلى الأخت إشراق عمار
1- يبدو أنك تستعملي مصطلح السلفيون بدون علم ودراية بمعانيه الاصطلاحية واللغوية
2- غير صحيح أن الفتيات يتعرضن للمضايقة لأنهن لست متحجبات فهذه كذبة روجها الكاذبون وزوجتي الغير محجبة أستنكرت هذا الكلام لما سمعته في تلفزتنا اللاوطنية
3- الفنانون والمثقفون ليسو فوق النقد خاصة منهم الذين أستفادوا من نظام المخلوع وأخص بالذكر النوري بوزيد الذي فرض علينا فرضا ولا يمثل في شيء المجتمع التونسي
4- ليس لحركة النهضة أي دعاية في المساجد ولو كان الأمر كذلك لكنت أول المنددين بهم والمستنكرين لهم
5- في صلاة الجمعة لا نجد مكانا للصلاة لكثرة المصلين ونجبر على الصلاة خارج المسجد فكفي عن الكذب أن المصلين هجروا المساجد فيبدو أنك لم تدخلي المسجد في حياتك أبدا
لتأكيد كلامي أدعوك للصلاة يوم الجمعة في مسجد نهج مرسيليا بالعاصمة أو جامع الفتح أو جامع سيدي محرز أو غيره فستتأكدين من كذب مقولة أستيلاء حركة سياسية على المساجد أو كذب قولة أن المصلين هجروا المساجد
تبا لكم تكذبون وتصدقون كذبكم

ben dhrifa adel
centreville-tunis

4 مايو 2011 في 10:09 ص

تعليق غير معرف ...

ان الجميع يشنون حربا على الاسلام بداعي الحرب على الارهاب و كأن أمريكا هي التي تشنها أخي اختي ان النهصة ليست الاسلام و الاسلام ليس النهصة. الرجاء عدم الربط بينهما. أما هذه المنظمة فانها لم تدافع من قبل على سجناء الرأي و السجناء السياسيين من الشيوعيين و الاسلاميين فكيف سيكون دورها الان؟؟

4 مايو 2011 في 10:58 ص

تعليق غير معرف ...

وقد وصل الأمر إلى حد الاعتداء على الحرمة الجسدية لبعض الفنانين مثل المخرج السينمائي النوري بوزيد " >>> هذا الذي طول عمره يبث و يشيع في الفاحشة في أبنائتا و بناتنا من خلال افلامه الهابطة ؛ واحد كيما هذا ليس له حرمة

17 مايو 2011 في 7:11 ص

إرسال تعليق