كان تتفكّروا وقت اللي حكيتلكم على الناس اللي "تحارب في التخونيج" في تونس، حكيت على 3 فئات رئيسيّة:
1) فئة الطحّانة متع بن علي والمتمثلة أساسا في ناشطي التجمّع الديكتاتوري الديمحقراني، واللي ساهموا بدرجة كبيرة في تشويه صورة الإسلاميّين في تونس وحتـّى في تلفيق قضايا ليهم عبر تقارير "الإرشاد" اللي كانت (ومازالت) تتبعث لمصالح البوليس السّياسي. بعد ما تحرقوا برشة مراكز شرطة وحرس ظهروا برشة وثائق يثبتوا كلامي.
2) فئة "النقبة المثقفة" اللي عدّات ربع قرن تشوّه في صورة الإسلام بأشباه الأفلام والكتب ونعت كلّ من عندو لحية ويصلّي الصّبح حاضر بالـ"إرهابي"، في حين أن الفئة هذه عمرها ما تجرّأت باش تحلّ جلغتها على الممارسات البوليسيّة من تعذيب واغتصاب وقتل واللي ما فمّاش إرهاب غيرها في تونس. الفئة هاذي في حالة هلع و استنفار قصوى بعد ما تمّت إقالة الحارزة مفيدة التلاتلي من وزارة الثقافة في الحكومة المؤقتة.
3) فئة الشواذ أو المثليّين اللي ماهيش راضية بوضعها كما هو في تونس، أي أنّها ما تكتفيش بالـ"ممارسة" وإنّما تحبّ القانون التونسي (اللي يجرّم اللواط والسحاق) يتبدّل وبالتالي يعطيهم إمكانيّة تأسيس جمعيّات للمثليّين في تونس. كنت حكيتلكم كيفاش الفئة هاذي ماهيش فاهمة اللي الإحتقار والرّفض اللي تلقى فيه من برشة توانسة ما عندوش بالضرورة أساس ديني وإنما هو رفض اجتماعي وذوقي بالأساس. وفي حالة الفوضى السياسيّة اللي قاعدة تصير في البلاد، فئة الشواذ قاعدة تـُحرك ها الأيامات (بمساندة من جمعيّات مثليّة أجنبيّة) باش زواج المثليّين يولّي قانوني في تونس وعلاش لا تنقيح الدّستور في ذلك الإتجاه.
بعد اللمحة هاذي اللي حطّتنا في إطار موضوع اليوم، باش نحكيلكم على زوز أفلام صاروا في تونس العاصمة نهار السبت 29 والأحد 30 جانفي 2011. الفيلم الأوّل صار في شارع الحبيب بورقيبة، والثاني في مطار تونس قرطاج.
الفيلم الأوّل: نهار السّبت 29 جانفي، صاروا برشة مظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة وكانت أغلبها للمطالبة برحيل الغنوشي أو لإدانة الممارسات القمعيّة متع البوليس ضد معتصمي القصبة، صاروا زادة مظاهرات ترفعت فيها مطالب اجتماعيّة واقتصاديّة. المظاهرة اللي لفتت إنتباه المتواجدين كانت مظاهرة نسائيّة للمطالبة بالـ "حرّيّة والمساواة بن الرّجل والمرأة". العبارة حطّيتها بين ضفرين لزوز أسباب: أوّلا، آشكون شاف تمييز بين الراجل والمرا في تونس؟ ثانيا، آشكون قال اللي المرا في تونس ماهيش حرّة باش تعمل اللي تحبّ عليه؟ المظاهرة هاذيكة نعتبرها حركة أنانيّة بالنظر لمطالب المجموعة اللي نتصوّرها تلوّج على الحرّيات الجماعيّة والاستقرار الأمني والإقتصادي قبل أيّ حاجة أخرى.
الفيلم بدا وقت اللي تعدّات مظاهرة أخرى بجنب مظاهرة النساء وكانوا فيها رجال ونساء مخلطين. صار نقاش بين المتظاهرين من الجهتين تحوّل لمناوشة كلاميّة بعد ما رفضوا النساء اللي في مظاهرة النساء باش يفهموا اللي حقوق المرأة في تونس ما يتخافش عليهم وأنّ الوقت ماهوش وقت تفرقة.
نجيو توّة للنقطة الأهمّ في الفيلم الأوّل
نهار السّبت في الليل، بدات تخرج "شهادات" في تويتر حول إعتداء واحد عندو لحية على وحدة من المتظاهرات في المظاهرة الخاصة بالنساء. الـ"شهادات" هاذي كانت من نوع: "وحدة صاحبتي أكّدتلي اللي ضربها واحد خوانجي بكفّ" أو "واحد نعرفو قال اللي واحد عندو لحية ضرب وحدة صاحبة بنت جيراننا في المظاهرة".
"الشهادات" هاذم، بما أنّ الفئات الثلاثة اللي حكيتلكم عليهم الفوق يستناو فيهم بالدقيقة والدّرج، لقاو رواج كبير في صفحات إسلاموفوبيّة معيّنة على فايسبوك، وللأسف فمّة شكون صدّقها الحكاية رغم أنّها فيلم. أنا ما صدّقتهاش الحكاية، تقول انتي علاش؟ أوّلا: مافمّة حتـّى تصويرة والا مقطع فيديو يوثق الحكاية. ثانيا: كون الحكاية صارت على مرأى من بعض أعوان التدخّل (وهذا شي ما نكروهش النساء اللي كانوا في المظاهرة) يخلّيني نضحك على أيّ واحد يقول اللي الأعوان هاذم شافوا "واحد باللحية" يضرب في مرا قدّامهم ويقعدوا يتفرّجو فيه من غير ما يعملوا شيّ.
وكيف ما فمّة شكون صدّق الفيلم الأوّل، فمّة برشة فهموا أنّو حكاية حولة. ولذلك كان من المفروض على الفئات الثلاثة المذكورة أعلاه باش تصوّر الفيلم الثاني في محاولة لإقناع كلّ من لازال يشكّ في أنّ تونس فيها "خوانجيّة" يحبّو "يرجعو بينا لتالي".
من غدوة الصّباح، صار الفيلم الثاني.
الإطار المكاني: مطار تونس قرطاج، الحدث: عودة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلاميّة بعد 20 سنة من منفاه في لندن. المشهد: آلاف المستقبلين المؤيّدين للغنّوشي. الفيلم بدا وقت اللي مجموعة صغيرة من المواطنين الي ينتميو للفئات الإسلاموفوبيّة الثلاثة وقفوا على جنب وهزّوا لافتات مكتوب عليهم Non aux terroristes و Ghannouchi is a mruderer، في حركة استفزازيّة للناس اللي مشاو غادي باش يستقبلوا الغنوشي، واللي دمّهم كان بارد بصفة غريبة.
برودة الدمّ هاذي ماعجبتش الزنوس اللي مشاو غادي للاستفزاز ودفع مستقبلي الغنوشي باش يسبوهم وإلا يضربوهم ويتصوّروا بالكاميرا وهوما يتضربوا وينشروا الفيديو في كلّ صفحاتهم متع فايسبوك الكلّ. لذلك ما لقاو كان "حلّ" واحد باش مشيتهم للمطار والنبزة اللي كلاوها ما يمشيوش في الفارغ.
الفيديو الأوّل يصوّر ما قال الزنوس أنـّو إعتداء على وحدة منهم واللي يتمثل حسب كلامها في أنّ أحد أنصار الغنوشي فكّلها ورقة وضربها بكفّ. نحبّكم تتفرّجوا مليح انطلاقا من الدقيقة 2 و 22 ثانية وتشوفوا معايا إذا فمّة شكون قربلها وإذا كانت هازة ورقة من أصلو.
الفيديو الثاني مأخوذ في نفس الوقت وفي نفس البلاصة. تره إيجا نلوّجو وينو ها الشلبوق المحنون اللي يحكيو عليه:
باش نسألكم سؤال بسيط ياسر: زعمة كان جاو أنصار راشد الغنـّوشي يمثـلوا أقلّ خطر على هاك الكومفة، زعمة كانوا يغامروا ويمشيو يستفزوهم في المطار رغم علمهم اللي هوما آلاف ورغم إدراكهم اللي البلاد مافيهاش حاكم تقريبا نهارتها؟ أنا ما نتصوّرش.
باش تقولوا شبيها تبكي المرا اللي في الفيديو؟ هاذيكة الغصّة متع وحدة عدّات جزء كبير من حياتها تحارب في فزاعة "الإرهاب" ووقت اللي شافت هاك الآلاف تعيّط "الله أكبر" فهمت اللي هي كانت طول الوقت في التسلّل، وبالمناسبة ريت برشة ردود فعل مماثلة على فايسبوك حول نفس الحكاية.
باش تقولوا كيفاش عرفت اللي الكومفة فيها شواذ جنسيّا؟ ثبّتوا في التصويرة هاذي (مأخوذة من الفيديو الأوّل):
الـ"سيّد" اللي في التصويرة اسمو حليم، ويـُعرَف أيضا باسم حليم الأعور، شاذ جنسي كان يسكن في بنزرت (حومة برّيش تحديدا قدّام التاكسيفون اللي لقاو مولاتو مقتولة). استقرّ في تونس العاصمة منذ سنوات. وأيّ مواطن من مدينة بنزرت ينجّم يأكّد كلامي.
معناها من الاخـّر، وباش نلخـّصو اللي قاعد يصير ها النـّهارين، الجماعات اللي تنسب في رواحها للحرّية واللائكيّة والعدالة قاعدة تكمبص كيفاش باش تشوّه صورة الإسلاميّين عموما وحركة النهضة وراشد الغنوشي بأي طريقة، والأفلام الزوز اللي حكينا عليهم اليوم ماهم إلاّ جزء من لعبة كبيرة قايمة على الاستفزاز والتجنــّي. من الطرق القذرة الأخرى اللي خمموا فيها هي استقبال راشد الغنوشي بالبيكيني وتنظيم أكبر سكرة جماعيّة في تونس في الهواء الطّلق. إذا الأمور باش تتواصل هكّة فمّة إمكانيّة متع فتنة وعلاش لا حرب أهليّة وتدخّل أجنبي لحماية ها "الأقلّيات المسكينة" اللي تحبّ تظهر في موقع "ضحيّة الإرهابيّين" بالسّيف. نحبّ نأكّد اللي اذا باش تصير مناوشات وضارب ومضروب ماهيش باش تكون بالضرورة من اسلاميّين، لكن ابكي على الإعلام الناعس و"السّحافيّين" اللي ماخذين موقف مسبق من كلّ ما عندو علاقة بالإسلام في تونس.
أدعو كلّ من يمكن أن تستفزه مثل هذه التصرّفات الصّبيانيّة إلى التحلّي بالهدوء وضبط النفس وعدم الردّ عليهم خاطر ردّ الفعل (خاصّة الجسدي) هوّ اللي يلوّجو عليه بالفتـّاشة. أدعو كذلك كلّ مواطن تونسي حريص على لــُحمة أبناء هذا الوطن إلى فضح هذه الممارسات سواء داخل تونس أو خارجها والتنبيه من عواقبها على وحدة التوانسة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.