اليوم قبل شقّان الفَطر، وانا نعمل في طلّة على فايسبوك، جاء قدّامي مقال متع نجيب بلقاضي حول المسلسل التونسي المثير للجدل (وبالنسبة ليّا المثير للاشمئزاز) كاستينغ. لسوء حظّه، نجيب ما نجّمش يغطي التحيّز متاعو للمسلسل وزاد أكّدلي أنّو كيف ماهو مخرج فاشل فهو أيضا كاتب مقالات ماعندو في السّوق ما يذوق.. خاطيه لا أكثر ولا أقل.
افتتح نجيب المقال متاعو بقوله أنّو فمّة عاصفة ضدّ المسلسل (يقصد المجموعات والصفحات اللي تعملو ضدّو على فايسبوك) ومن بعد تعدّى ديراكت باش يحيلنا للصّحافة التّاعبة اللي تقتات على أخبار جرائم الإغتصاب وتعطي وصف دقيق لأفعال الفاحشة، ويزيد يقول اللي حتّى حدّ ما تجرّأ باش ينقد الجرايد هاذم وممارساتهم. نجيب بلقاضي مسكين، بحكم عدم اطّلاعو الكافي على المدوّنات، وبالاخصّ على مدوّنة اسمها بودورو، ماجاتوش الفرصة باش يشوف كيفاش أيّ صحافي يخرج على حدود مهنتو ويبدا يهزّ وينفض يتعدّى في بودورو وياكل على راسو ما كلا الطّبل ليلة العيد. وحتّى لو فرضنا أنّو ها النّوع هذا من صحافة المواطن ماهوش موجود أصلا، فإنّه من الغباء أنّو الانسان يبرّر رداءة برداءة أخرى.
نجيب يعرف مليح (بحكم تجربتو المتواضعة في شبه الاخراج) اللي مسلسل كاستينغ ما يجيش مسلسل واللي سامي الفهري يستعمل في حاجات أخرى بعيدة كلّ البعد على الدّراما والفنّ باش يجبد العباد وخاصّة المراهقات، ويعرف زادة اللي أغلب العايلات التونسيّة ماتنجّمش تتفرّج في حكايات من نوع واحد شايب يرقد مع وحدة قد بنتو ووحدة عمرها سطّاش كسّرها واحد وشكات بيه الخ.. وهنا يقول القايل: اذا نجيب يعرف الشيّ هذا الكل فاش قام يتبهنس علينا؟
نجيب، كيفو كيف مخرج كاستينغ وبقيّة المخرجين الهواة، اللي تعلّمو الاخراج في القهاوي، ما يعرفو الجّرأة كان في التّفاهات الجّنسية اللي لاهي باش تصلّح بلاد ولا عباد، وهمّهم الوحيد هو أنّهم يعبّيو الصّاك بما تيسّر من الكوارط. ويا ويلك عاد إذا تقول شنوّة ها الخمج اللي جابوهولي لداري وأنا نتفرج في التلفزة اللي نموّل فيها بفلوسي، وقتها تولّي ظلامي ورجعي ومنافق وفيك العيوب السّبعة، وموش غريب اذا يردّوك تتآمر على المكاسب التقدميّة اللي عندهم سنين وهوما يكمبصو كيفاش باش ينوّرولك بيها راسك المربّط.
أكبر مشكل عند أشباه المثقّفين هاذم هو أنّهم باش يقعدو ديما في عشّ البومة متاعهم (اللي يحسبوه برج عاجي) ويتجلطمو على اللي حاسبينهم عامّة وغوغاء وجُهّال وبهايم. بالنرجسيّة الغبيّة هذيكة باش يقعدو ديما يوصلو لنفس الاستنتاجات المعقّدة اللي تقوللهم أنّ التّونسي اللي يعارض خزعبلات من نوع مكتوب، كاستينغ، كحلوشة VHS، والا ديما لاباس، ما يكون كان رجعي ومربّط والاّ منافق يتفرّج في البورنو ومن بعّد يجي ينقد مسلسلاتهم.